يوم وصولها إلى فلسطن للمشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، كتبت الروائية المصرية منى الشيمي، في صفحتها على الفايسبوك: «عند الفجر دعوت الله أن يزيد صعوباتي على الحواجز الإسرائيلية كي يتسنى لي رؤية عمق الاحتلال، ولأول مرة يستجيب الله دعائي، فوقفت على المعبر عشر ساعات، مرة على الحدود الأردنية، وأخرى احتجزت فيها مع الكاتب الإريتري حجي جابر في المعبر الأخير. هوّنّا الأمر بالسخرية والنكات! لم يقابلنا الاحتلال بالأحضان، بل عرقل مجيء معظم الكتّاب ولم يمنحهم تصاريح». ثم أضافت: «التعامل مع السلطات الفلسطينية ليس تطبيعاً، ولا تهاوناً مع الصهاينة. اليوم رأيتُ الاحتلال وتعنّته، وصمود أهلنا في فلسطين. لن تكون زيارتي هذه إلى فلسطين الأخيرة، ولن أرد على من قادهم وعيهم المريض التافه إلى أن زيارة الكتّاب لفلسطين تعني تطبيع. إسرائيل ليست هنا فقط، بل في كل شبر من أراضي البلدان العربية، والعالم كله، لكننا كالعادة نمسك الذيل ونترك رأس الحيّة لتفتك بنا بسمها». أمّا الروائي حجي جابر، الذي عاش عذابات المعبر، فعلّق على زيارته قائلاً: «أنا سعيد جداً، وأعيش حالة يصعب شرحها. لديّ مشاعر متضاربة، ولا أستطيع تحديد ماهية مشاعري تماماً، وأعتقد أنني حين أعود سأفهم الحالة التي اعيشها وأنا هنا في فلسطين. أنا في المجمل سعيد، ومذهول، وغير مصدق بأنني موجود على أرض فلسطين. محظوظ هو كلّ من وجد فرصة المشاركة في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، لأنها فلسطين، ولأنه الملتقى الأول. لقد شاركت في كثير من النشاطات الثقافية في العالم العربي، لكنّ هذه المرّة مفصلية ومحورية، وهي علامة فارقة في مشواري، ومشوار المشاركين. وكشف أنه يكتب حالياً رواية تدور أحداثها في فلسطين، قائلاً: «قطعتُ شوطاً كبيراً في هذه الرواية، إلى أن جاءتني هذه الدعوة فتوقفت. كان ينبغي أن أنتهي منها هذه الأيام، لكنّ هذه فرصة عظيمة لمشاهدة الأمر على أرض الواقع. أكتب عن إرتيريا في موضوع يتعلق بفلسطين، وهو حول «يهود الفلاشا». ولكن ما حدث لي في المعبر قد يجعلني أغير الموضوع تماماً، أو على الأقل طريقة معالجته». وأشار الروائي العراقي زهير الجزائري إلى أهمية المشاركة في حدث ثقافي كبير في فلسطين، ولا سيما بالتزامن مع إضراب الأسرى، أحد روافع المقاومة السلمية للاحتلال. وقال: «هذه زيارة محورية في حياتي، تشكل منعطفاً تاريخياً لي. أن أكون في فلسطين لأول مرة في حياتي، والتقائي بأصدقاء افترقت عنهم منذ عقود حين كنا معاً في لبنان وفي سورية. كذلك هي فرصة للاطلاع على الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال وسياسات الاستيطان». وأضاف الجزائري بالقول: «مشاركتنا هنا هي رواية بذاتها، بخاصة أن روايتي الأولى كانت عن الفلسطينيين. حضورنا مع روائيين وروائيات عرب في فلسطين مهم جداً لتكريس فلسطين مركزاً ثقافياً عربياً، وهذا يحسب لوزارة الثقافة الفلسطينية على هذه المبادرة الخلاقة»، مشيداً بالتنظيم، قبل أن يختم: «وجودي في فلسطين هو تواصل مع ذاكرتي الفلسطينية». أمّا الروائي المصري محمود الورداني فيقول: «هذه الزيارة تستحقّ التعب الذي مررنا به، لأنني فوجئت بأن المسافة ما بين عمّان ورام الله والتي تستغرق ساعة ونصف الساعة تقريباً قطعناها في عشر ساعات، ولا مبرّر واقعياً لتعطيلنا كلّ هذا الوقت. هذا رسّخ أهمية القدوم إلى فلسطين وهي تحت الاحتلال، لنشارك في حدث ثقافي مهم كملتقى الرواية، خصوصاً أنه في العام 1978، وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، وبدء التنفيذ الفعلي فيها، تأسست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، وهي لجنة شعبية، وكانت أمينتها العامة الراحلة الكبيرة لطيفة الزيّات، وقامت بمجهود مهم طوال السنوات الماضية تحت شعار «لا تطبيع»، وأنا كنت على الدوام أرفض «التطبيع». وأضاف في هذا السياق: «بعدما وجدت أن المجيء إلى فلسطين، وزيارة المدن الفلسطينية تحت الاحتلال هي واجب، وتنصب في إطار أهمية دعم أشقائنا الفلسطينيين، لأن من نافل القول، ولا أضيف شيئاً هنا، بأن قضية فلسطين هي قضيتنا الأولى والأساسية، قررت القدوم. سعيد بهذه المشاركة». وعن زيارته فلسطين، قال الروائي المغربي أحمد المديني: «نحن نلتقي في فلسطين. في بيتنا. وما دامت فلسطين تعاني من الاحتلال، نحسّ جميعاً بأن عضواً كبيراً مبتور منّا. ونحن هنا لسنا من أجل القضية كشعار، بل من أجل تعزيزها ودعمها عبر الثقافة والأدب والسينما والفنون. نريد التأكيد أن ثمة شعباً كاملاً صامداً على أرضه، على رغم كل ما يعانيه من اضطهاد، واحتلال على أكثر من مستوى، وانتهاك لحقوقه، وكبت لمطامح شبابه، وتضييق من كلّ الأنواع، فإنه قادر أن يجمع هذه الأمة من كل الأقطار العربية، بأسمائها الفاعلة والمؤثرة، فيلتقون حول الرواية والكتابة والجمال».