اختار العديد من نجوم الغناء العربي ولأول مرة، فلسطين، وتحديداً مدينتي رام الله وبيت لحم، لقضاء عطلة عيد الفطر السعيد، وإحياء حفلات غنائية فيها. وتعد الفنانة السورية أصالة نصري أبرزهم، إذ أحيت الحفلة الختامية لمهرجان «ليالي برك سليمان» في مدينة بيت لحم، بعدما كانت وضعت إكليلا من الزهر على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والتقت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتجولت في مدينتي رام الله وبيت لحم، التي احتضن قصر المؤتمرات فيها مؤتمراً صحافياً لها، إضافة إلى حفلتها الضخمة وهي أول فنانة سورية تزور الأراضي الفلسطينية، منذ احتلال عام 1967، علماً أنها تزورها برفقة زوجها طارق العريان. وعبّرت نصري عن سعادتها الغامرة بزيارتها فلسطين، في إطار إحيائها للحفلة الفنية الأولى لها على تراب فلسطين. وأضافت أنها «متشوقة لزيارة المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة»، معتبرة زيارتها فلسطينالمحتلة تكريماً شخصياً لها، «ولكل الفنانين العرب لكون الأراضي المحتلة هي الحاضنة الأساسية للأمة العربية»، في الوقت الذي وعدت فيه الجمهور الفلسطيني بأنها ستغني من أغاني التراث الفلسطيني، إضافة إلى رغبتها العارمة في تناول الخبز والزيت الفلسطيني. ورحب الرئيس الفلسطيني بالفنانة السورية، مؤكداً أهمية زيارة الفنانين العرب لبلده ودعم صمود الشعب، مشيراً إلى أن مثل هذه الزيارات تعمل على «دعم صمود شعبنا فوق أرضه، وتنقل صورته المشرقة المعبرة عن أحلامه وتطلعاته من خلال الفن والثقافة». من جهة ثانية أحيا نجم «أرب آيدول» في الموسم الثاني، الفنان المصري الشباب أحمد جمال حفلة في فندق «غراند بارك» في رام الله بمشاركة الفنان الفلسطيني مهند خلف، وعبَّر عن سعادته بقضاء العيد في فلسطين التي يعشقها. وعبّر عن أمله في أن يدرك العالم العربي أن من حق الشعب الفلسطيني كما شعوب الأرض «أن يفرح»، فيما كان النجم الفلسطيني محمد عساف الفائز بلقب «أرب آيدول» 2013، افتتح حفلات مهرجان ليالي برك سليمان. وفي إطار زيارات الفنانين العرب إلى الأراضي الفلسطينية، أحيا الفنان الأردني الشاب يوسف عرفات، حفلة في فندق «غراند بارك» في رام الله، ثاني أيام عيد الفطر السعيد، وهو الذي كان أحيا أولى حفلاته الموسيقية عقب مشاركته في الموسم الأول ل «أرب آيدول»، العام الماضي في فلسطين، في مهرجان جفنا الثقافي الفني (مهرجان المشمش)، حيث قدم أغنيات لفلسطين والأردن، وأغنيات خاصة له، وأخرى لنجوم عرب من أزمان مختلفة، كما فعل هذا العام أيضاً. وقدم الفنان الأردني حسين السلمان، حفلة في عيد فلسطين، ضمن فعاليات مهرجان ليالي برك سليمان، حيث تفاعل الجمهور بشكل لافت مع أغنيته الشهيرة «دق الماني» المعروفة باسم «تيرشرش»، وأغنيات أخرى خاصة له، وغيرها من التراث الأردني وتراث المنطقة. وهذه هي المرة الأولى، التي ينافس فيها موسم العيد في فلسطين، العديد من الدول العربية في ما يتعلق بالحفلات والمهرجانات الغنائية والفنية، وذلك يعود ربما لتوتر الأوضاع الأمنية والسياسية في كل من مصر وسورية والعراق وتونس وليبيا، وغيرها من دول المنطقة، إضافة إلى فهم العديد من الفنانين العرب أن زيارة فلسطين تساهم في كسر الحصار المفروض عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وإنها ليست «تطبيعاً» مع هذا الاحتلال، انتصاراً لمقولة القيادي الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني «زيارة السجين لا تعني تطبيعاً مع السجان».