قضمت القوات النظامية السورية تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف مناطق في حي القابون قرب دمشق وريف حماة في اليوم الثاني من «تخفيف التصعيد»، في وقت أعلنت موسكو أن «خروقاً سجلت خلال الساعات ال24 الماضية لا تؤثر في الوضع العام». وبدأ أمس إجلاء مقاتلين معارضين جرحى وأسرهم من مخيم اليرموك بالتزامن مع إخراج آخرين من ريف إدلب ضمن تنفيذ اتفاق الزبداني- الفوعة الذي أنجز برعاية إيرانية- قطرية بالتزامن مع إجراءات لإجلاء مقاتلين من برزة البلد إلى إدلب اليوم بموجب وساطة روسية (للمزيد). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطون مساء أمس بأن مفاوضات أجريت بين وجهاء القابون قرب برزة البلد والقوات النظامية لإخراج مقاتلين معارضين الى إدلب بعد تقدمها في الحي. وفي حال أنجز اتفاق التهجير، يكون الأول من دمشق، وسط أنباء عن تأخر في إخراج معارضين من مخيم اليرموك جنوبدمشق، وفق ما كان مقرراً أمس. وجاء في تقرير ل «المرصد» أمس: «سُجلت خلال 40 ساعة في مناطق تخفيف التصعيد، والممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب وتشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين وغوطة دمشقالشرقيةوالجنوب السوري، خروق، إذ جددت الطائرات الحربية والمروحية قصفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي». وتمكنت قوات النظام من التقدم والسيطرة على الزلاقيات التي تبعد مئات الأمتار من بلدة حلفايا من جهة اللطامنة. وجاءت هذه السيطرة بعد معارك كر وفر متواصلة لليوم الثالث، حيث تسعى قوات النظام إلى تثبيت سيطرتها قبل هجوم معاكس للفصائل على المنطقة. كما تعرضت المنطقة منذ فجر السبت لقصف بنحو 400 قذيفة مدفعية وصاروخية وقصف بنحو 40 برميلاً متفجراً من الطائرات المروحية، ونفذت الطائرات الحربية أكثر من 50 غارة استهدفت الزلاقيات ومحيطها ومناطق في الريف الحموي الشمالي». وأكد «المرصد» أن قوات النظام «قصفت مناطق في حي القابون بأكثر من 23 قذيفة، بالتزامن مع استهدافها حي تشرين المحاذي لها، ما أسفر عن أضرار مادية، فيما نفذت الطائرات الحربية غارتين استهدفتا مناطق في حي القابون بنحو 8 صواريخ واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر، على محاور في محيط الحي ومحاور أخرى من أطراف القابون من جهة حي تشرين». وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على كتلة منازل في المنطقة الواصلة بين القابون وحي تشرين. ونفت وزارة الدفاع الروسية معطيات عن اشتباكات في محافظة حماة بين الجيش النظامي وقوات تابعة للمعارضة. وأكدت البيانات العسكرية الروسية أمس، أن الأطراف السورية «ملتزمة عموماً قرار وقف التصعيد الذي تم تثبيته في مذكرة إنشاء المناطق الآمنة في سورية». ونشر مركز المتابعة في قاعدة حميميم الروسية، تفاصيل عن «الوضع على الجبهات» أكد فيها أن «الأوضاع مستقرة في مناطق تخفيف التوتر في سورية خلال ال24 ساعة الماضية». وأشار إلى تسجيل 18 خرقاً خلال هذه الفترة. غالبيتها بأسلحة خفيفة من مناطق تحت سيطرة تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة»، لافتاً إلى أن 10 من الخروق في محافظة دمشق، و3 في اللاذقية، و3 في درعا، و3 في حماة. إلى ذلك، بث تلفزيون «المنار» التابع ل «حزب الله» معلومات عن بدء عمليات إجلاء في سورية تشمل بعض المسلحين الجرحى من مخيم اليرموك للاجئين على المشارف الجنوبيةلدمشق، إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف أن تلك هي المرحلة الثانية من اتفاق قضى بتنفيذ عمليات إجلاء من بلدتي كفريا والفوعة اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في مقابل عمليات مماثلة من مضايا والزبداني اللتين تحاصرهما قوات موالية للحكومة و «حزب الله». وتابع التلفزيون أن الجرحى ومرافقيهم سيشكلون مجموعة من حوالى 50 شخصاً. ونقل موقع «زمان الوصل» المعارض عن مصادر في برزة المجاورة للقابون أن «صفقة تهجير أهالي وسكان الحي ستشهد أول فصولها اليوم (الإثنين) مع إخراج أول دفعة نحو إدلب». وقالت المصادر إن «الدفعة الأولى ستشمل 1500 شخص، تليها نحو 7 دفعات أخرى ليكون مجموع المهجرين حوالى 8 آلاف شخص، بعضهم ستكون وجهته إدلب، وآخرون سيجلون نحو جرابلس في ريف حلب. وأضافت أن «اتفاق التهجير تم برعاية الروس وخطوات التنفيذ ستتم بإشرافهم، حيث سيتولى عسكريون روس مرافقة قوافل المهجرين».