أظهرت المناظرة التلفزيونية التي جمعت المرشحين الستة لانتخابات الرئاسة الإيرانية الجمعة، قدرة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني على استيعاب هجوم شنّه المرشحون الأصوليون، محمد باقر قاليباف وإبراهيم رئيسي ومصطفى ميرسليم، في شأن ملفات سياسية ركّزت عليها المناظرة، لا سيّما ما يتعلّق بنتائج الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وأفاد استطلاع رأي أعدّه موقع «فرارو» المستقل بتقدّم روحاني على منافسيه، إذ إن 68.86 في المئة ممن شملهم الاستطلاع اعتبروه فائزاً في المناظرة، متقدّماً رئيسي (6.73 في المئة)، يليهما إسحاق جهانغيري (6.58 في المئة) وقاليباف (5.96 في المئة) وميرسليم (6.82 في المئة) ومصطفى هاشمي طبا (5.09 في المئة). وبيّن استطلاع رأي أعدّه موقع «انتخاب» المؤيّد للإصلاحيين، نتائج متقاربة، علماً أنه شمل أكثر من 31 ألف شخص. وقال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي إن لجنة الانتخابات العليا منعت المواقع الإلكترونية من إعداد استطلاعات، معتبراً أنها تخلّ بمجريات العملية الانتخابية. واستدرك أن اللجنة سمحت بإعدادها في حال عدم ذكر أسماء المرشحين. ورأى الناشط الإصلاحي مصطفى تاج زادة أن المناظرة امتازت بعرض خطاب الإصلاحيين المتعلّق بحرية الأحزاب وبالابتعاد من التأزيم والتطرف، معتبراً أن روحاني ظهر أكثر جدية ونشاطاً مما بدا عليه في المناظرة الأولى الأسبوع الماضي. ولفت إلى أن قاليباف تراجع عن دعوته إلى زيادة دعم عينيّ للشعب، مركّزاً على نيته إيجاد 5 ملايين فرصة عمل. ودعا وزير التربية فخر الدين اشتياني إلى مقاضاة رئيس بلدية طهران، بعدما اتهم ابنته بتهريب بضائع. واعتبر تاج زادة أن رئيسي لم يكن يملك ما يضيفه إلى ثقافته السياسية المتواضعة، علماً أن المرشح الأصولي دعا إلى تنظيم مناظرة بين روحاني وسلفه محمود أحمدي نجاد، لوضع النقاط على الحروف، والكفّ عن توجيه اتهامات للحكومة السابقة. رئيس الحملة الانتخابية لقاليباف محمد دهقان طالب المرشحين للرئاسة بكشف أرصدتهم المالية وأماكن سكنهم، خلال المناظرة الثالثة المرتقبة بعد غد، علماً أن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أفادت بأن قاليباف يقطن في أرقى مناطق طهران. وحضّ دهقان روحاني على كشف ثروته، وما يمتلكه أفراد عائلته، في إشارة غير مباشرة إلى حسين فريدون، شقيق روحاني المُتهم بالإثراء غير المشروع. ووجّهت أوساط سياسية اتهامات إلى مجلس صيانة الدستور، باعتباره جهة دستورية مستقلّة تشرف على الانتخابات، مذكّرة بأن أعضاءه جزء من تجمّع التدريسيين في حوزة قم، والذي دعم رئيسي، كما أن رئيس القضاء صادق لاريجاني عضو في التجمّع. واستقبل رئيسي أمس، رجال دين من أهل السنّة في إيران، مشيداً بمواقفهم وبمساهمتهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، وبدعوتهم الشعب إلى «التحلّي بالوعي، لكي لا يستطيع الأعداء توجيه صفعة إلى أمننا القومي». واعتبر أن «الوحدة والانسجام في إيران باتا مثالاً»، لافتاً إلى أن «بناء علاقات جيدة مع دول الجوار» سيكون أولوية سياسته الخارجية، إذا انتُخب رئيساً. وأشاد إمام الجمعة في مدينة بيجار الكردية عبدالسلام محمدي بشخصية رئيسي، مستدركاً أن أكثر الحكومات الإيرانية لم تهتم بأهل السنّة، وزاد: «نطالب السيد رئيسي بتحقيق مطالبهم». وأشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين لم يهتموا بأوضاع أبناء السنّة بعد انتصار الثورة عام 1979، معرباً عن أمله بمساهمة رئيسي في تبديد قلقهم على أوضاعهم المعيشية وازدياد البطالة في صفوفهم، وفي توزيع عادل للثروة بين جميع الإيرانيين.