في المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، تبادل الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني الاتهامات مع المرشح الأصولي رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، فيما بدا المرشحون الآخرون سادن الروضة الرضوية، إبراهيم رئيسي، وعضو اللجنة المركزية لحزب المؤتلفة مصطفى مير سليم، والوزير في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، مصطفى هاشمي طبا، هادئين. وشارك في السجال إلى جانب روحاني معاونه إسحاق جهانغيري المرشح أيضاً، والذي بدا أنه حاز قصب السبق في المناظرة. ووضعت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية ثلاثة عناوين لثلاث مناظرات أخذت على عاتقها بثها بشكل مباشر، واختصت الأولى مساء أمس بالقضايا الاجتماعية والثقافية، فيما تقام الثانية الجمعة المقبل تحت عنوان: القضايا السياسية، وتخصص الثالثة للقضايا الاقتصادية. وبدأت المناظرة الأولى بالحديث عن العدالة الاجتماعية، قبل أن يفتح قاليباف النار على الأداء الحكومي، ما أثار غضب روحاني وجهانغيري. واتهم قاليباف الرئيس المنتهية ولايته بالكذب في ما يتعلق بوعوده توفير 4 ملايين فرصة عمل في مستهل رئاسته عام 2013، إضافة إلى حل مشاكل إيران الاقتصادية خلال الأيام المئة الأولى من ولايته. في المقابل، دخل على خط المناظرة موضوع رجل الأعمال بابك زنجاني، المعتقل على خلفية صفقات نفط واختلاس أموال، إذ اتهم جهانغيري قاليباف بإعطاء زنجاني ترخيصاً لبناء برج من 35 طابقاً في شمال طهران، على رغم كونها المنطقة التي اعتبرها رئيس بلدية العاصمة «معقلاً للطبقة الفاسدة التي تشكل 4 في المئة من المجتمع الإيراني»، كما قال معاون الرئيس الإيراني. ورد قاليباف باتهام اللجنة الانتخابية لروحاني باستلامها أموالاً من زنجاني عام 2013، الأمر الذي نفاه روحاني واعتبره كذباً صريحاً وملفقاً. أما جهانغيري الذي تصدر المناظرة، وفق استطلاعات رأي أجريت بعد انتهائها، فهاجم الأصوليين وحكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد التي اعتبرها مسؤولة عن نسبة البطالة المرتفعة في المجتمع الإيراني، واتهم قاليباف بأنه ضم إلى لجنته الانتخابية شخصيات ساهمت في الهجوم على السفارات الأجنبية في طهران. وما كان من بعض وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن نشرت مباشرة بعد كلام جهانغيري صورة لقاليباف يسير إلى جانب المتهم الأساسي في الهجوم على السفارة السعودية في طهران حسين كرد ميهن. جهانغيري اتهم قاليباف أيضاً بعدم الصدقية وعدم التمسك بالمبادئ، وبرر دخوله السباق الانتخابي بأنه أراد الدفاع عن الإصلاحيين الذين «همشتهم» حكومة نجاد الأصولية والدفاع عن حقوقهم المصادرة، الأمر الذي دعا الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي القريبة من الإصلاحيين إلى توجيه التحية لجهانغيري الذي اعتبره محمد علي أبطحي معاون الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، أنه يستطيع النيابة عن روحاني في مواجهة قاليباف. واتهم قاليباف الحكومة بعدم الصدقية وبدعمها طبقة من الفاسدين لا تتجاوز 4 في المئة في مقابل 96 في المئة من المواطنين، مشيراً إلى أن حكومة روحاني لم تهتم بالفقراء والمحرومين. إلا أنه أشاد بشخصية الرئيس أحمدي نجاد التي «دخلت بيوت الفقراء والمحرومين في المناطق الإيرانية كافة». كذلك اتهم قاليباف حكومة روحاني بعدم الكفاءة الإدارية، واعتماد أسلوب في إدارة البلاد يعود إلى 60 سنة مضت. ودافع عن اتهاماته روحاني، عارضاً ورقة قال إنها مأخوذة من موقع الرئاسة الإيرانية، ظهرت فيها الوعود عام 2013، إلا أن روحاني تجاوز الوقت المخصص له في نهاية المناظرة ليرد على تلك الورقة وعلى المناسبة التي قال فيها تلك الوعود، وأصر على أن ما ورد على لسان قاليباف، كذب وتلفيق.