بدأ موسم الحرائق في لبنان مبكراً هذه السنة ليدق جرس الإنذار من صيف ملتهب. فقد استفاق أهالي بلدة بطشاي (جبل لبنان الجنوبي) أمس، وتحديداً المنطقة المعروفة بوادي الست، على كارثة بيئية نتيجة نشوب حريق هائل قضى على مساحات شاسعة من الأحراج المحيطة بالبلدة. وعلت سحب الدخان واللهب أمتاراً نتيجة درجات الحرارة المرتفعة والرياح الساخنة والناشطة التي يشهدها لبنان، ما أعاق العمل على إخمادها. وامتدت ألسنة اللّه ب التي حاصرت المنازل والممتلكات الخاصة بالأهالي الملاصقة للأحراج، بسرعة كبيرة إلى أحراج وادي شحرور، دوحة عرمون وأطراف بعبدا واليرزة. واقتربت النيران بفعل الرياح الناشطة إلى محيط القصر الجمهوري في بعبدا ولكنها لم تلامس المبنى واخلي أحد مواقف السيارات في القصر كإجراء احترازي. وأخليت منازل من سكانها ومدارس من طلابها خوفاً من وصول الحريق إليها. وقال رئيس بلدية بطشاي ميشال الخوري إن «جبلاً بأكمله تحوّل إلى فحم أسود». وبعد أن التهمت نيران الحريق على مدى أكثر من 3 ساعات مساحات كبيرة من الغابات تمكّنت طوافات الجيش وسيارات الدفاع المدني في المنطقة بمؤازرة آليات تابعة لفوج إطفاء مدينة بيروت من السيطرة عليه. وشكا أهالي بطشاي من التأخر في وصول سيارات الإطفاء. وأوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أن «وحدات من الجيش، بالاشتراك مع مجموعات من الدفاع المدني، وبمؤازرة أربع طوافات عسكرية حاصرت الحرائق».وأكد المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار أن «الوضع في أحراج بعبدا بات تحت السيطرة ولا ضحايا إنما أصيب مواطنون بحالات إغماء». ولفت إلى أنه «لا يمكن الحديث عن أسباب الحريق قبل السيطرة عليه كلياً». وأعطى وزير الداخلية نهاد المشنوق توجيهاته إلى مديرية الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت وقوى الأمن الداخلي «لبذل أقصى جهودهم للمساعدة على إخماد الحرائق».واتصل بقيادة الجيش للتنسيق والمساعدة عبر مروحيات إخماد الحرائق، وبالممثل المقيم للأمم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي بعدما امتدت الحرائق إلى جوار مقر بعثة الأممالمتحدة في اليرزة، للاطمئنان على مقر البعثة. ودعا وزير البيئة محمد المشنوق المواطنين إلى التحسب لخطر نشوب الحرائق. وفي الزعيتري (كسروان) شب حريق في الأحراج نجم عن احتكاك في خطوط التوتر العالي نتيجة الرياح القوية وقضى الحريق على مساحات كبيرة من أشجار الصنوبر والسنديان ونجحت عناصر الدفاع المدني والجيش في السيطرة عليه.