في الوقت الذي لا تزال فيه الجهات الأمنية تطوق حي العصبة في المدينةالمنورة، إثر خلافات بين بعض أهالي الحي وأهالي حي قباء، علمت «الحياة» أن إمارة المدينةالمنورة ستبدأ صباح اليوم (الأحد)، النظر في إطلاق المتورطين في تلك الأحداث. وكان أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد تابع أحداث مجلس الصلح بين أهالي الحيين، وطلب إرسال صورة من وثيقتي الصلح والاتفاق اللتين توصلوا إليهما بعد التوقيع عليهما مباشرة. جاء ذلك بعد أن اجتمع أمير منطقة المدينةالمنورة بأعيان ومشايخ القبيلتين، ودعاهم إلى وحدة الصف، وعدم الفرقة، والتآخي في سبيل بناء الوطن، إضافة إلى النأي عن إحداث الفوضى، ومحاولة زعزعة الوضع الأمني في الحي، لاسيما أن الحي متاخم لمسجد قباء، الذي يمثل الانطلاقة الأولى لبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبناء على هذه الوساطة، اجتمع الطرفان مساء الجمعة، ووقّعوا وثيقتين، الأولى اتفاق تضمن ثلاثة بنود، تتلخص في أن على الوجهاء والأعيان والعقلاء من الطرفين توجيه شبانهم إلى الخير وحسن الجوار، والاحترام المتبادل بين الطرفين، وعدم التعدي على الآخرين، أو التحريض على إثارة الفتن، وتعهد جميع الحضور من الطرفين بالالتزام بتوجيهات أمير منطقة المدينةالمنورة، والحرص على تنفيذها بكل دقة، وحث الشباب على ذلك. وتضمنت وثيقة الصلح الثانية ما دعا إليه مندوب الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وهو شيخ قبيلة السهلة فيصل بن سلطان أبو ربعة السهلي، بأن يعيّن من كل قبيلة اثنان من أعيانها وعقلائها، لاحتواء المواقف التي قد تطرأ بين الطرفين مستقبلاً، قبل أن تتفاقم المشكلات، وتصل إلى حدود يرفضها الدين والمجتمع.