كشف الرئيس السودانى عمر البشير، عن تلقيه اتصالات إقليمية ودولية سرية، تطلب تدخل حكومته لحل أزمة دولة جنوب السودان، كما تنامى الحديث عن عودته إلى حضن السودان. وقال البشير في كلمته خلال الجلسة الختامية للمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم: «نحن عند موقفنا تجاه مواطني جنوب السودان، الذي تفرضه المسؤولية الأخلاقية، وسنتدخل لوقف الحرب والمجاعة»، لافتاً إلى استضافة السودانيين لإخوانهم من الجنوب، لأنهم شعب واحد في دولتين. وانتقد مَن سماهم «أصحاب الأيادي الخبيثة»، واتهمهم بتخريب دولة جنوب السودان، وطالبهم بالتعاون مع بلاده لإعادة الأمن والاستقرار إلى دولة الجنوب. وأكد البشير أن «السودان جاهز لتقديم يد العون والدعم لكل محتاج سواء في جنوب السودان أو أي منطقة أخرى، ويرحب بكل مَن تقطعت بهم السبل، بحثاً عن الاستقرار والأمان». وأضاف الرئيس السوداني أن مَن اتهموا بلاده وتسببوا بتشويه سمعتها، هم مَن شهدوا بأن السودان أفضل دولة في مكافحة الإرهاب. وانتقد محاربة الأفكار بسلاح العقوبات والسجن والتعذيب «حتى لا نزيدهم تعصباً»، موضحاً أن بلاده استعادت كثيرين ممَن وصفهم ب «الشباب المتطرف» من تنظيمات متشددة، وأنهم تحولوا إلى عناصر إيجابية ستساهم في إقناع الآخرين. وتابع: «نحن منذ البداية كانت رؤيتنا واضحة أن هؤلاء شباب صادقين لكن غُرر بهم والفكر لا يمكن أن يحارَب إلا بالفكر». من جهة أخرى، قال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله خضر أمس، أن السودان استطاع تأمين 260 كيلومتراً من حدوده مع ليبيا والبالغة حوالى 700 كيلومتر ولا تزال هناك ثغرات في الحدود يمكن الحركات المتمردة السودانية ومهربي البشر استخدامها. وبدأ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر أول زيارة له إلى الخرطوم أمس، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية إبراهيم غندور ووزير الدولة للدفاع علي سالم ونائب مدير جهاز الأمن والاستخبارات الفريق أسامة مختار. وقال كوبلر للصحافيين عقب اجتماعه مع غندور: «للسودان مخاوفه الخاصة المرتبطة بالحركات المتمردة السودانية التي تعمل من داخل ليبيا». وأضاف أن هناك تناغماً بين رؤية السودان والأمم المتحدة حول ضرورة وحدة الأراضي الليبية ووجود حكومة قوية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وهذا هو السبيل الوحيد إلى أمن ليبيا واستقرارها. وأشار كوبلر إلى أنه أتى إلى السودان من مصر التي اجتمع فيها مع مسؤولين في القاهرة وناقش معهم مخاوف بلادهم من تهديدات الجماعات الإرهابية في ليبيا على حدودها.