أقرّت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بصعوبة محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بعد اتخاذ قادته موقفاً متشدداً، فيما أظهر استطلاع رأي تقلّصاً مهماً لتقدّم حزب المحافظين الحاكم على المعارضة، قبل انتخابات نيابية مبكرة ستُنظم في حزيران (يونيو) المقبل. وكان زعماء الاتحاد صادقوا، خلال قمة في بروكسيل السبت، على شروط قاسية لخروج المملكة المتحدة، ونصحوا البريطانيين بألا تساورهم «أوهام» دخول سريع في علاقات جديدة، تبقي أسواق الاتحاد مفتوحة أمامهم، وأن يستعدّوا لتعقيدات ملفات مثل حقوق الإقامة لمواطني الاتحاد في بريطانيا. والاتحاد قَلِق في شأن درجة تأهب الحكومة البريطانية لمفاوضات شديدة التعقيد، وفي شأن درجة فهم لندن لنوع التنازلات التي يجب أن تقدّمها، للتوصل الى أيّ اتفاق. وقال مسؤولون في الاتحاد إن محادثات رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وأبرز مفاوضي الاتحاد في مفاوضات الانفصال ميشال بارنييه في لندن الأربعاء الماضي، لم تنجح في تهدئة تلك المخاوف. ويتساءل قادة أوروبيون في شأن استعداد ماي للزجّ ببلادها في مأزق قانوني، في 30 آذار (مارس) 2019، إذا لم يتوصل الجانبان الى اتفاق. ونبّه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مراراً الى أن هذه الخطوة ستكون سيئة بالنسبة الى الاتحاد، مستدركاً أن ثمنها سيكون أفدح كثيراً بالنسبة الى بريطانيا. لكنّ الزعماء الأوروبيين ذكروا في خططهم التفاوضية التي أقروها خلال ربع ساعة في قمة بروكسيل، أنهم سيكونون مستعدين للتعامل مع وضع تنهار فيه المفاوضات. لكن رئيس الوزراء الإرلندي إيندا كيني حذر زملاءه قائلاً: «عندما تبدأ المفاوضات وتصبح تفصيلية، يجب إجراء نقاشات أكثر تعقيداً. واضح أن دولاً ستعطي أولوية أكبر لملفات مختلفة. لذلك لن يكون الأمر هادئاً ومنضبطاً كما هو الآن». وعلّقت ماي معتبرة أن «ذلك وتعليقات أخرى لزعماء أوروبا تظهر أنه ستكون هناك أوقات صعبة في المفاوضات». وأكدت موقفها بأنها ستكون مستعدة للانسحاب من مفاوضات الانفصال، من دون التوصل إلى اتفاق، إذا لم يعجبها ما يقدّمه الاتحاد. واستدركت: «إذا دخلنا المفاوضات بيد قوية، يمكننا التوصل الى اتفاق جيد لبريطانيا». وطمأنت ماي مواطنيها الى انها لن ترفع ضربية القيمة المضافة، إذا صوّت البريطانيون لحزب المحافظين في الانتخابات المبكرة، مؤكدة انها لن ترفع الضرائب في شكل عام. وتعهدت حماية الموظفين في مواجهة ممارسات لا تتسم بالمسؤولية في شأن المعاشات، ووعدت بتطبيق قواعد جديدة في شأن كيفية التعامل مع هذه البرامج، خلال عمليات الاستحواذ على شركات. لكن استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «يوغوف» لحساب صحيفة «صنداي تايمز»، أظهر حصول حزب المحافظين على 44 في المئة من الأصوات، متقدّماً 13 نقطة على حزب العمال (31 في المئة). وكان استطلاع أعدّته «يوغوف» الأسبوع الماضي أظهر تقدم حزب المحافظين 23 نقطة. كما أشار استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «أو.أر.بي» لحساب صحيفة «صنداي تلغراف» الى نيل حزب المحافظين 42 في المئة من الأصوات، في مقابل 31 في المئة لحزب العمال.