استؤنفت في بريطانيا أمس، الحملات المرتبطة بالاستفتاء حول مستقبل عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي. أتى ذلك بعد تعليق الحملات لمدة ثلاثة أيام حداداً على النائب العمالية جو كوكس التي كانت من انصار البقاء في الاتحاد الأوروبي واغتيلت في جريمة مروعة مرتبطة بموقفها السياسي، ما أحدث صدمة في البلاد. وبدا أن الجريمة انعكست سلباً على الحملة المناهضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد، وذلك باعتراف نايجل فاراج، زعيم «حزب استقلال المملكة المتحدة» (يوكيب) المناهض لأوروبا الذي قال في تصريح لقناة «اي تي في» إن معسكر أنصار الخروج كان «يتمتع بدينامية جيدة حتى وقوع هذه المأساة الرهيبة»، ملمحاً إلى أن الوضع لم يعد كما كان عليه. وأظهر استطلاع أجراه معهد «سورفيشن» بعد الجريمة تقدم المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بحصوله على 45 في المئة من الأصوات، مقابل 42 في المئة لمؤيدي الانفصال، علماً أن استطلاعاً أجراه المعهد قبل اغتيال النائب كوكس، أظهر نتيجة معاكسة. كذلك أظهرت استطلاعات أخرى للرأي تحولاً في المزاج الشعبي، إذ عكست نتائجها أمس، شبه تعادل في تأييد الرأي العام لحملتي الخروج والبقاء، بعدما كانت النتائج صبت الأسبوع الماضي في مصلحة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. ونظراً إلى تقارب نتائج الحملتين في الاستطلاعات، أظهر المعلقون السياسيون في بريطانيا تحفظاً عن إعطاء توقعات حول نتائج الاستفتاء المقرر يوم الخميس المقبل، علماً أن مدير معهد «يوغوف» للاستطلاعات انتوني ويلز، لاحظ «عودة إلى الوضع الذي كان قائماً». ومع دخول البلاد الأسبوع الحاسم بالنسبة إلى الاستفتاء، استأنف رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كامرون حملته لإقناع الناخبين بخيار البقاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك بسلسلة نشاطات ومقابلات. وكتب كامرون مقالاً في صحيفة «صنداي تلغراف» حض فيه على التفكير في انعكاسات الانسحاب من الاتحاد، مؤكداً لمواطنيه أنهم أمام «خيار مصيري». وفي مقابلة مع صحيفة «صانداي تايمز» حذر كامرون مواطنيه من أنه لن تكون متاحة أمامهم فرصة العودة عن قرارهم، إذ تعلق الأمر بالانسحاب. وقال: «عندما تقفزون من الطائرة، لن تكون هناك وسيلة للعودة إليها. إذا غادرنا، فسيكون ذلك إلى الأبد، لن يكون هناك رجوع ممكن». وشبه رئيس الوزراء كلاً من بوريس جونسون ومايكل غوف زعيمي المعسكر المؤيد للخروج، بأرباب عائلة غير مسؤولين يضعون عائلاتهم «في سيارة فراملها غير صالحة وخزانها يسرّب» الوقود. لكن جونسون رد في مقابلة مع «ذي صن اون صنداي» بأن «لا شيء يخشاه» البريطانيون في حال خروجهم من الاتحاد الاوروبي، مشيراً إلى أن لديهم «فرصة فريدة لاستعادة زمام المبادرة». وفي إطار المواقف الملفتة في الخارج، أطلقت منظمة «ريغافيم» الاستيطانية الإسرائيلية حملة تدعو البريطانيين للتصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الاوروبي ل «معاقبته» على ما وصفته بموقفه المؤيد للفلسطينيين. و»ريغافيم» هي منظمة غير حكومية يمينية تدعم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. وكرر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب دعوته البريطانيين إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ورأى في حديث لصحيفة «صنداي تايمز» أن بريطانيا ستكون أفضل حالاً خارج أوروبا، وقال: «شخصياً سأكون أكثر ميلاً (إلى التصويت) للخروج لأسباب كثيرة مثل التقليل إلى حد كبير من البيروقراطية. لكنني لست مواطناً بريطانياً. وهذا رأيي فحسب».