قال تحالف «قوات سورية الديموقراطية» المدعوم من الولاياتالمتحدة أمس الأحد إنه حقق تقدماً كبيراً في الطبقة، وهي بلدة استراتيجية تتحكم في أكبر سد في سورية، ضمن حملة «غضب الفرات» الهادفة إلى طرد تنظيم «داعش» من معقله في الرقة. وتتألف «قوات سورية الديموقراطية» من فصائل عربية وكردية أهمها «وحدات حماية الشعب» التي تتهمها أنقرة بالإرهاب وشنّت قبل أيام ضربات جوية ومدفعية ضد مواقعها على الجانب السوري من الحدود. وأوردت وكالة «أسوشييتد برس» من أنقرة أن الرئيس رجب طيب أردوغان قال أمس، إن بلاده ربما تتخذ إجراءات جديدة ضد المسلحين الأكراد في العراق وسورية وأصر على أن أي دعم أميركي لهم «يجب أن ينتهي». وحرّكت الولاياتالمتحدة جنوداً وآليات عبر بلدات سورية عدة يومي الجمعة والسبت في عرض قوة يهدف كما يبدو إلى إقناع تركيا والقوات الكردية السورية بعدم مهاجمة بعضهم بعضاً. ووصف مسؤولون أكراد الانتشار الأميركي بأنه عبارة عن منطقة فصل بينهم وبين الأتراك الذي شنّوا غارات عنيفة على مقر قيادة «وحدات حماية الشعب» في محافظة الحسكة يوم الثلثاء الماضي، ما تسبب بمقتل عشرات من المسلحين الأكراد. وأدت الغارات إلى توتر بين الطرفين على جانبي الحدود السورية- التركية، تخلله قصف مدفعي وصاروخي متبادل. وقال الرئيس التركي أمس: «سنكون مرغمين على مواصلة (هجماتنا)... لن نقدّم تاريخاً أو موعداً لساعة مجيئنا. لكنهم سيعرفون أن الجيش التركي يستطيع أن يأتي (لمهاجمة المسلحين الأكراد)». وأضاف أنه سيناقش هاذ الموضوع مع الرئيس دونالد ترامب عندما يلتقيان في أيار (مايو) الجاري. في غضون ذلك، قالت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي يشكّل الأكراد عمادها، إنها حققت تقدماً كبيراً في الطبقة، وهي بلدة استراتيجية تقع غرب مدينة الرقة وتتحكم في سد ضخم على نهر الفرات. وكان المسؤولون العسكريون في «قوات سورية الديموقراطية» قالوا إنهم سيهاجمون الرقة بعد السيطرة على الطبقة، إلا أن التقدم الذي أحرزوه كان بطيئاً منذ محاصرة البلدة في وقت سابق الشهر الماضي. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إنها سيطرت على ستة أحياء أخرى في الطبقة ووزعت خريطة توضح أن تنظيم «داعش» يسيطر الآن على الجزء الشمالي فقط من البلدة بالقرب من السد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات سورية الديموقراطية» تسيطر بشكل شبه كامل على الطبقة. والطبقة معزولة عن الرقة منذ نهاية آذار (مارس) بعدما ساعدت الولاياتالمتحدة «قوات سورية الديموقراطية» في تنفيذ إنزال جوي على الضفة الجنوبية لنهر الفرات ما سمح لها بقطع الطريق والسيطرة على المناطق المحيطة بالبلدة بما في ذلك قاعدة جوية مهمة. وما زال تنظيم «داعش» يسيطر على عدة أحياء في الطبقة على الضفة الجنوبية لبحيرة الأسد والقطاع الجنوبي من سد الفرات بما في ذلك المنشآت الخاصة بعملياته ومحطة للطاقة الكهرومائية. وتقع الرقة الآن في جيب تابع لتنظيم «داعش» على الضفة الشمالية لنهر الفرات. ووسيلة «داعش» الوحيدة للعبور إلى منطقته الرئيسية على الضفة الجنوبية لنهر الفرات هي القوارب بعدما دمر قصف جوي الجسور في المنطقة. وما زال التنظيم يسيطر على مساحات واسعة من حوض نهر الفرات في سورية وعلى صحاريها الشرقية الواسعة قرب الحدود مع العراق لكنه فقد مساحات كبيرة من الأرض خلال العام الأخير كما قُتل العديد من قادته.