لم تعلق إسرائيل الرسمية على خبر احتمال قيام الرئيس دونالد ترامب بزيارتها أواخر الشهر المقبل، وتركت لوسائل إعلامها الإبحار في التكهنات في ما يحمل الرئيس الأميركي في جعبته. وبينما نقلت صحيفة «هآرتس» عن موظف أميركي كبير تأكيده أمر الزيارة، أفادت «يديعوت أحرونوت» بأن ترامب سيعلن خلال زيارته «صفقة سياسية تقوم على اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس بشطريها عاصمة إسرائيل في موازاة دعم إقامة دولة فلسطينية». وطبقاً لتقارير إعلامية متطابقة، وصل إلى تل أبيب أمس وفد أميركي من وزارة الخارجية والاستخبارات الأميركية يضم 25 عضواً لترتيب الزيارة من الناحية اللوجستية مع موظفي مكتبي رئيس الحكومة ورئيس الدولة. وأضافت أنه في حال كانت الزيارة رسمية، وليس فقط زيارة عمل، فإن الرئيس رؤوفين ريفلين سيدعو الضيف إلى إلقاء كلمة في الكنيست. ونقلت «هآرتس» عن الموظف الأميركي الكبير قوله، إن البيت الأبيض «يدرس احتمال زيارة مستقبلية يقوم بها ترامب لإسرائيل ودول أخرى في المنطقة»، وإنها ستجري على هامش مشاركة الرئيس في قمة حلف الأطلسي (ناتو) في بروكسيل في 25 أيار (مايو) المقبل، يعقبها زيارة إيطاليا لحضور قمة مجموعة الدول السبع في 26 و27 من الشهر نفسه. وتوقعت أن ترافق الرئيس ابنته وزوجها مستشاره اليهودي. وبحسب مسؤول إسرائيلي، لم يتقرر بعد الموعد المحدد للزيارة، أي قبل القمة الأطلسية أو بعدها. وتابعت «هآرتس» أن طبيعة زيارة الرئيس الأميركي قد تتحدد نهائياً بعد لقائه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، مستذكرةً أنه مع تولي الرئيس ترامب مهماته أعرب عن أمله في عقد قمة إقليمية تتناول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، و «عليه فإن هدف الزيارة قد يكون تسريع الاتصالات لعقد هذه القمة». من جهته، قال ممثل الحزب الجمهوري الأميركي في إسرائيل مارك تسيل للإذاعة العسكرية أمس، إن ترامب قد يشارك في احتفالات إسرائيل بما يسمى «يوم القدس» في 24 الشهر المقبل في الذكرى السنوية ال50 لاحتلال القدسالشرقية وضمها بموجب قانون إسرائيلي إلى القدس الغربية وإعلانها «القدس الموحدة». لكنه استبعد أن يعلن الرئيس خلال زيارته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس «حيال طلب جهات إسرائيلية بألا يتم ذلك في الوقت الراهن». وأشارت الإذاعة إلى أنه في الأول من حزيران (يونيو) المقبل ينتهي مفعول القرار الرئاسي الذي أصدره الرئيس السابق باراك أوباما بتجميد قانون قديم للكونغرس بنقل السفارة إلى القدس، ما يعني أنه يتحتم على ترامب حتى الموعد المذكور تمديد مفعول القرار أو عدم فعل ذلك، ما سيعني نقل السفارة. من جانبها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عنوانها الرئيس بأن ترامب عازم على تحريك العملية السياسية في الشرق الأوسط، وأنه «سيعلن تغيير السياسة الأميركية من خلال اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل في موازاة إعلان أميركي يدعم إقامة دولة فلسطينية». وتابعت أنه قد يعلن أن الظروف لنقل السفارة الأميركية إلى تل أبيب لم تنضج بعد. كما أشارت إلى أنه سيلتقي خلال زيارته عباس. وأضافت أنه طبقاً للتقديرات، فإن ترامب ما كان ليزور إسرائيل لو لم يحصل تقدم في الاتصالات في شأن مبادرته السياسية لحل الصراع من خلال عقد قمة إقليمية بمشاركة زعماء عرب وعباس وإسرائيل، منوهةً إلى أن هذا التقدم ربما حصل خلال لقاءات الرئيس الأميركي مع قادة عرب أخيراً. ونقلت عن مسؤولين سياسيين في القدس قولهم، إن المبادرة الأميركية للقمة تقوم على المبادرة العربية للسلام التي يعارض نتانياهو عدداً من بنودها. وتابعت أن ثمة تفاهمات بين الأميركيين والعرب تقضي بأن يهتم ترامب بأن يلجم نتانياهو النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لتفادي عرقلة عقد القمة، في مقابل أن يقْدم عباس على خطوات بناء ثقة ويوافق على استئناف المفاوضات مع إسرائيل والتحرك ضد «الإرهاب». من جهتها، رحبت وزيرة القضاء، القطب في حزب المستوطنين «البيت اليهودي» أييلت شاكيد «بزيارة الصديق الكبير لإسرائيل»، لكنها أضافت أن حزبها يرفض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والتوصل إلى تسوية «لأن الفجوة بيننا كبيرة، والمفاوضات ستكون مضيعة للوقت». وأعربت عن أملها في أن «يفي ترامب بالتزامه لجمهور ناخبيه بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، ويعلن أن القدس عاصمة إسرائيل».