عاد رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من واشنطن ب «مسودة تفاهمات» قال انه يحتاج الى موافقة حكومته عليها قبل توقيعها، وتتضمن 13 مطلباً اميركياً تشكل في مجملها خطوات لاعادة بناء الثقة. بموازاة ذلك، حرص اليمين الاسرائيلي على ابداء الدعم الكامل لنتانياهو الذي سارع عقب عودته الى عقد اجتماع لمنتدى السباعية للبحث في المطالب الاميركية. ومن المقرر ان يعود المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة بعد اسبوعين، فيما اجتمع مساعده ديفيد هيل مساء امس مع الرئيس محمود عباس في عمان لاطلاعه على نتائج زيارة نتانياهو. واستبق الرئيس شمعون بيريز وصول نتانياهو بالقول في تل ابيب امام المشاركين في مؤتمر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، ان نتانياهو «لم يتمكن على ما يبدو من التوصل الى تفاهم مع الولاياتالمتحدة». وكانت صحيفة «هآرتس» افادت ان الرئيس باراك اوباما فاجأ نتانياهو خلال لقائهما بطلب ايضاحات عن الجدول الزمني لانهاء المفاوضات، وتجميد البناء في القدسالشرقية. غير ان نتانياهو اشار قبل مغادرته واشنطن الى احراز تقدم، وصرح للاذاعة العسكرية الاسرائيلية: «وجدنا النقطة الوسطية بالتمام بين السياسة التقليدية التي انتهجتها كل حكومات اسرائيل ورغبتنا في ايجاد السبل لاعادة تحريك عملية السلام. يمكننا القول اننا تقدمنا». وكشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» امس ان فريقيْن اميركي واسرائيلي التقيا في واشنطن قبل ساعات من مغادرة نتانياهو بهدف صوغ وثيقة تلخص الخطوات الواجب على اسرائيل اتخاذها من اجل المساعدة على استئناف المفاوضات. واضافت ان المسؤولين الاميركيين كانوا يأملون في التوقيع على وثيقة مشتركة تلخص هذه التفاهمات، الا ان نتانياهو فضل ان يأخذ موافقة منتدى السباعية على هذه الوثيقة. في السياق نفسه، كتبت صحيفة «واشنطن بوست» ان مسؤولين اميركيين واسرائيليين يعملون على «مسودة» تتناول القضايا التي هناك حاجة لحلها، وبينها القدس، تمهيداً لاستئناف المفاوضات. واضافت ان نتانياهو سيحاول تسويق هذه التفاهمات لدى حكومته، فيما سيتولى ميتشل تسويقها لدى العرب والفلسطينيين. وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان اوباما قدم 13 مطلبا لاسرائيل تمثل «خطوات لبناء الثقة» مع الفلسطينيين تساعدهم في العودة الى المفاوضات، و«توقع اجوبة ايجابية عليها». واضافت ان في مقدم هذه المطالب تعليق البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التعليق في ايلول (سبتمبر) المقبل ولجم البناء في القدسالشرقية والاحياء الفلسطينية، ونقل مناطق اخرى في الضفة الغربية لسيطرة السلطة الفلسطينية، واطلاق ألف اسير، وان تعرض اسرائيل قريباً مواقفها من قضايا اللاجئين والحدود والقدس، وان توافق على استكمال مفاوضات الحل الدائم في غضون عامين. وحرص اليمين الاسرائيلي على دعم نتانياهو، فكان في استقباله العشرات الذين دعوه الى الصمود في وجه الضغوط الاميركية في موضوعي القدس والاستيطان. كذلك لقي نتانياهو دعما من داخل حزبه «ليكود» ومن اقطاب ائتلافه الحكومي، فيما اكد رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس نير بركات ان البناء سيتواصل بناء على نسبة السكان في القدس، بحيث يكون الثلث للعرب والثلثان لليهود. وحتى وزير الدفاع، زعيم حزب «العمل» ايهود باراك اعطى دعمه لنتانياهو عندما حذر الاميركيين من ان «مواصلة ضغطهم سيؤدي الى تفكيك الحكومة»، وهو ما حدا بالنائب «العمالي» ايتان كابل الى مطالبة «العمل» باعادة النظر في بقائه في الائتلاف اليمين. ورأت صحف اسرائيلية ان مطالب اوباما لن تكون مقبولة لدى الحكومة اليمينية، وانها تضع نتانياهو امام احد خيارين: اما قبول المطالب بثمن انهيار الاتئلاف الحكومي، او رفضها وخسارة الدعم الاميركي لاسرائيل، خصوصا في الملف الايراني. وكتبت «هآرتس» ان اسرائيل باتت تخشى ان تبحث الادارة الاميركية مسألة السلاح النووي الاسرائيلي علناً خلال مؤتمر يعتزم اوباما على عقده خلال اسابيع في شأن الحد من انتشار السلاح النووي. وفي عمان، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات ل «الحياة» ان مساعد ميتشل ابلغ عباس امس ان الادارة الاميركية لم تتوصل بعد لاي اتفاق مع الجانب الاسرائيلي في شأن الاستيطان، لكن الاتصالات ما زالت مستمرة، والادارة الاميركية ستعلم الجانب الفلسطيني بتطورات هذه الاتصالات. وكان من المقرر ان يحمل هيل للرئيس عباس امس اجوبة اميركية على الاسئلة الفلسطينية المتعلقة بالسياسة الاسيتطانية خصوصا في القدسالمحتلة.