تل أبيب, إسرائيل, 22 نيسان-إبريل (يو بي أي) -- كشفت صحف إسرائيلية اليوم الخميس عن مفاوضات سرية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول المطالب التي وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي والمتعلقة بتجميد الاستيطان في القدسالشرقية وتنفيذ خطوات لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين. وذكرت صحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس أن رئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض دان شبيرو والدبلوماسي ديفيد هيل، الذي يشغل منصب نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، وصلا إلى إسرائيل أمس وأجريا محادثات مكثفة مع مبعوث نتنياهو الخاص المحامي يتسحاق مولخو ومستشار رئيس الحكومة السياسي رون دريمر، وستتواصل هذه المحادثات اليوم. ووفق هآرتس، فإن شبيرو وهيل التقيا قبل وصولهما إلى إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان وسلماه رسالة من أوباما. ولم يعلن البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رسميا عن هذه المحادثات أو عن زيارة شبيرو إلى إسرائيل وأبقيا الأمر سريا. وتشير التقديرات إلى أن زيارة شبيرو وهيل تأتي بهدف الحصول على رد إسرائيل بشأن مطالب الإدارة الأميركية فيما يتعلق بتجميد الاستيطان في القدس وتنفيذ إسرائيل "مبادرات نية حسنة" وخطوات تجاه السلطة الفلسطينية بهدف بناء الثقة بين الجانبين ومن ثم استئناف المفاوضات بينهما. وطالب أوباما نتنياهو بأن تشمل الخطوات الإسرائيلية فتح مقرات السلطة الفلسطينية في القدسالشرقية وتسليم السلطة مناطق في الضفة لتصبح تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية وأن يوافق نتنياهو على بحث جميع قضايا الحل الدائم في إطار المفاوضات غير المباشرة أيضا. ونقلت "هآرتس" عن موظف سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إقراره بأن المحادثات بين إسرائيل والإدارة الأميركية جرت طوال الأسبوع الأخير عبر الهاتف وبواسطة السفارة الإسرائيلية في واشنطن ومبعوثي البيت الأبيض اللذان وصلا إلى إسرائيل أمس. وقال الموظف الإسرائيلي أن إسرائيل لن تسلم الإدارة الأميركية ردا رسميا على مطالبها على شكل ورقة عمل ولا حتى ردا شفهيا وإنما سيحاول الجانبان بلورة تفاهمات بشأن طريقة دفع العملية السياسية، وشدد على أنه لن يقع "حدث" يتم خلاله تسليم رد إسرائيلي. وأضاف أن موقف نتنياهو حاليا هو أن إسرائيل لن تجمد البناء الاستيطاني في القدسالشرقية، لكن ثمة توقعات بأن يوافق رئيس الحكومة على الامتناع عن خطوات "استفزازية" مثل تنفيذ أعمال بناء استيطاني في قلب الأحياء الفلسطينية. ويتوقع أن يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل وسيلتقي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي جيمس جونز ومسؤولين أميركيين آخرين. وقالت يديعوت أحرونوت إن هدف زيارة باراك إلى واشنطن هو بحث الموضوع النووي الإيراني وأن هذه زيارة العمل الثانية التي يقوم باراك لواشنطن خلال الشهر الأخير. وأضافت الصحيفة أنه يتوقع أن يبحث باراك مع المسؤولين الأميركيين في الأنباء التي ترددت، في إسرائيل، بشأن حصول حزب الله على صواريخ "سكود" من سورية. كذلك يتوقع أن يبحث باراك مع المسؤولين الأميركيين في سبل تحريك العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.