ساد هدوء حذر العاصمة الليبية طرابلس أمس، غداة هجوم مجموعات مسلحة يقودها محمد العريبي الشهير ب «بوكا» (نسبة لعمله في تغيير زيوت السيارات في بنغازي قبل أحداث فبراير 2011) على مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بهدف منع تكليف أحمد معيتيق برئاسة الحكومة الجديدة، خلفاً لعبدالله الثني الذي اعتذر عن التشكيل بعد تعرض منزله لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، على خلفية عدم قبوله بمرشحين حزبيين لشغل مناصب وزارية وإصراره على تشكيل حكومة تكنوقراط. وكان المؤتمر الوطني عقد أول من أمس جلستين، صباحية ومسائية للتصويت على اختيار رئيس جديد للحكومة. وكانت نتيجة الجلسة الصباحية، وفق ما أفادت مصادر مأذونة حصول رجل الأعمال المتحدر من مصراته، أحمد معيتيق، قريب عضو المؤتمر عبدالرحمن السويحلي (إسلامي)، والمدعوم من حزب «العدالة والبناء» وكتلة الوفاء الإسلامية، على تأييد 67 عضواً، فيما حصل منافسه عمر الحاسي المدعوم من تحالف القوى الوطنية على 34 صوتاً تلاه رئيس مصلحة الأحوال المدنية محمد بوكر (ليبرالي) ب 32 صوتاً، في حين لم يؤيد ترشح جمعة فحيمة سوى 4 أربعة أعضاء فقط، ولم يُذكر عدد الاصوات التي نالها باقي المرشحين وهم: السنوسي السيفاط، وبشير الفقهي، وعلي ادريس التريكي، من 153 عضواً حضروا الجلسة. وحاصرت مجموعة «بوكا» خلال الجلسة المسائية مقر المؤتمر واقتحم عدد من المسلحين المبنى واشتبكوا مع الحرس. وقال نائب ل «الحياة» أن بوكا هدد بحرق المؤتمر في حال لم يتم اختيار الحاسي رئيساً للحكومة الجديدة. وأضاف: «بمجرد سماع طلقات الرصاص عُلِّقت الجلسة وبدأ الاعضاء بالمغادرة من الباب الخلفي». وذكرت مصادر من المؤتمر ل «الحياة» أنه سيتم اختيار رئيس جديد للوزراء في جلسة بعد غد الأحد. من جهة أخرى، هاجم مسلحون مجهولون منسق الخبراء التابعين للبنك الدولي الموجودين في ليبيا منذ 26 شباط (فبراير) الماضي. واستولوا على أجهزة الحاسوب الخاصة بالخبراء الذين يجرون دورات تدريبية لموظفي مصلحة الاحصاء والتعداد بموجب اتفاقية مبرمة بين وزارة التخطيط والبنك الدولي. على صعيد آخر، قال وكيل وزارة الدفاع الليبية ل «الحياة» أن أزمة خطف السفير الاردني فواز العيطان في طريقها إلى الحلحلة من خلال اتصالات تجريها بعض الجهات النافذة. إلى ذلك، نشرت منظمة «جوديشال ووتش» المحافظة للمراقبة رسائل من البريد الالكتروني لمسؤولين أميركيين تظهر أن اهتمام البيت الأبيض الأول كان الحفاظ على صورة الرئيس باراك أوباما بعد الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) 2012 وأودى بحياة 4 أميركيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنز. وأشارت المنظمة إلى رسالة بالبريد الالكتروني من نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن رودوس بحث فيها ترتيبات ظهور السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في برامج تلفزيونية إخبارية لتقول إن أعمال العنف نجمت في شكل تلقائي من حشود غاضبة جراء فيلم مسيء للإسلام بُث على الانترنت ولم تكن من تدبير متشددين اسلاميين.