سلمت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أمس السلطات السورية في مركز أمن عام جديدة يابوس الحدودي خمسة جثامين عائدة لمواطنين سوريين، وذلك بإشراف القضاء المختص وبالتنسيق مع منظمة الصليب الأحمر اللبناني. وكانت دورية من الأمن العام كشفت مكان وجود الرفات أثناء تنفيذ مهمة عسكرية استكشافية في الجرود على الحدود اللبنانية - السورية الشرقية، خلال كانون الأول (ديسمبر) 2016 في إطار متابعتها ملف العسكريين المخطوفين، وتمكنت من سحب الجثامين. وتعود الجثث إلى عاطف راغب قلومة، غسان ميخائيل شنيص، شادي ميخائيل تعلب، جهاد مطانيوس تعلب، وداود سركيس ميلانة. وسبق تسليم الجثامين «إجراءات إدارية وقضائية وأجريت الفحوص المخبرية اللازمة، وتبين انها تعود لمواطنين سوريين من مدينة معلولا خطفوا أثناء المعارك التي شهدتها المنطقة، وتمت تصفيتهم على يد أحد التنظيمات الإرهابية ورمي جثثهم في إحدى المغاور في جرود عرسال»، وفق بيان صادر عن مديرية الأمن العام. ونقلت الجثامين الخمسة سيارات للصليب الأحمر اللبناني من مستشفى بيروت الجامعي الحكومي عبر طريق المصنع، إلى الحدود السورية، وتسلمها في المنطقة الحرّة ممثلون للسلطات السورية ومرجعيّات دينية. وقال محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم عند معبر جديدة يابوس: «استعدنا بالتعاون مع الجانب اللبناني جثامين شهداء قضوا قبل أعوام على أيدي التنظيمات الإرهابية ليصار الى تسليمهم الى ذويهم لدفنهم في بلدتهم معلولا». وقال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام: «نتقبل من الله هذه المحنة، ولكن نقول مع آباء الكنيسة إن دم الشهداء هو بذار حياة أفضل ومستقبل أفضل لسورية الحبيبة. وإن أبناء الشهداء هم بناة سورية المستقبل. رحم الله شهداءنا، وإن شاء الله تكون حياتنا حياة سلام وهدوء. بهذه العبارات والعواطف نودع شهداءنا ونقول الرحمة لكل شهداء الوطن». وأكد الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس المطران افرام معلولا «إن الشهداء ضحوا بدمهم وأرواحهم من أجل بلدة عزيزة على السوريين جميعاً وهي معلولا، لتبقى ثابتة وحاضرة في ذاكرة التاريخ. هم كتبوا تاريخ سورية ونأمل بأن تستمر هذه الشهادة لنقول للعالم أجمع إننا موجودون وأقوياء لأننا أبناء الحضارة». ورأى مدير الأوقاف في محافظة ريف دمشق الشيخ عدنان الافيوني «ان الإرهابيين الذين قتلوا الشهداء عبّروا عن وحشيتهم وإجرامهم في قتل الناس الأبرياء وتشريد أبناء هذه الأمة. وهؤلاء الشهداء سطروا بدمائهم نصر سورية وعزتها». أهالي العسكريين من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مع وفد من أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» في جرود عرسال في تطورات الملف. وقال حسين يوسف باسم الوفد: «زيارتنا اليوم لتحريك الملف والطلب الى وزير الخارجية حمله الى كل المحافل الدولية خصوصاً اننا نتابع ما يحصل على الأرض من تغيّرات لوجستية وعسكرية أو سياسية، ونتمنى أن يتحمل الوزير باسيل مسؤوليته في هذا الاتجاه وهو تفاعل معنا ووضعنا في أجواء الاتصالات والتحركات التي كان أجراها، ويسعى الى تحريك الملف. حتى اللحظة ليس لدينا معطيات إيجابية تشير الى حل ما، لكن نأمل خيراً». وكانت جرود عرسال المتداخلة أراضيها بين لبنان وسورية شهدت ليل اول من امس عمليات عسكرية نفذها الجيش اللبناني ضد مجموعات إرهابية مسلحة. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» ان «أكثر من 20 شخصاً من قادة تنظيم «داعش» وعناصره قتلوا أو جرحوا في غارات الجيش على جرود رأس بعلبك». وأشارت الى ان الجيش استخدم «المدفعية الثقيلة والراجمات لقصف مواقع المسلحين بعد رصد تحركات مشبوهة». وعصر امس، سمع صوت انفجار عند أطراف بلدة عرسال، وتبيّن أن مصدره الجرود. توقيف 3 روس عبروا من سورية إلى لبنان أوقفت القوة الأمنية الحدودية اللبنانية المشتركة 3 أشخاص يحملون الجنسية الروسية بعدما عبروا المعبر الحدودي الذي يربط لبنان بسورية في العبودية (شمالاً) باتجاه الأراضي اللبنانية بشكل نظامي. وكان الثلاثة يستقلون سيارة من نوع مرسيدس سوداء يقودها سائق لبناني. وبعدما عبروا معبر العبودية ولدى وصولهم إلى نقطة تفتيش تابعة للقوة الأمنية المشتركة (تابعة للجيش) في بلدة شدرا في عكار، تم تفتيش السيارة وعثر في داخلها على ألبسة عسكرية. ونُقل الثلاثة إلى مقر مخابرات الجيش في القبة لمتابعة التحقيق معهم. اعترافات «داعشيَين» لشعبة المعلومات كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات مع موقوفين لبنانيين المدعوين ر.ص. (مواليد عام 1964) وأ. ك. (مواليد عام 1974)، على أثر توافر معلومات مؤكدة عن تشكيلهما خلية مرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي. وأوضحت المديرية - شعبة العلاقات العامة أن «ر. ص اعترف بأنه يحمل فكر «داعش» وعمل على نشره ومحاولة إقناع العديد من الشبان بالالتحاق به. ومنذ نحو السنتين، توجه الى الرقة في سورية والتحق بالتنظيم وتابع دورات شرعية وعسكرية، وعمل مع التنظيم في مجالات عدة وتحديداً اللوجستي، وكان على علاقة متينة بالعديد من أبرز قيادات التنظيم في سورية ولبنان واصطحب عائلة أحد أبرز قياديي التنظيم في لبنان المؤلفة من خمسة أشخاص الذي فر إلى الرقة عبر تركيا». واعترف أ. ك. بأنه «يحمل فكر «داعش» ويعمل في شكل أمني للغاية لإبعاد الشبهات عنه، بسبب طبيعة عمله القائمة على التسهيل اللوجستي لعناصر التنظيم اللبنانيين الموجودين في سورية لجهة تلبية حاجاتهم، وهو على تواصل مع ابرز قياديي التنظيم اللبنانيين الموجودين في سورية، ونسّق مع قيادات «داعش» في الرقة، وربطهم بالموقوف ر. ص. المذكور وسهل انتقال الأخير برفقة عائلة القيادي في داعش الى الرقة».