نجح الجيش اللبناني في تطهير تلة الحمراء في جرود رأس بعلبك بعد الهجوم المسلح الذي شنته مجموعات إرهابية سورية على نقطة مراقبة متقدمة للجيش في هذه الجرود المتداخلة مع الجرود السورية أول من أمس. وخلفت الاشتباكات نحو عشرين قتيلاً بين صفوف المسلحين، أحدهم السوري غياث جمعة الملقب ب «أبو الوليد»، وهو برتبة ملازم أول في «الجيش الحر» وكان قائداً ل «كتيبة الوليد»، كما علمت «الحياة» أن بين القتلى «أبو عبدالله الأحوازي» وهو من «المهاجرين»، أي من جنسية عربية غير سورية. ورجحت مصادر عسكرية لبنانية أن يكون من تنظيم «داعش». (المزيد) وبلغت حصيلة شهداء الجيش في المعارك التي خاضها ببسالة لصد المهاجمين والتي استمرت طوال أول من أمس، 8 بينهم ضابط برتبة ملازم أول وثلاثة مجندين، إلى جانب 15 جريحاً إصاباتهم طفيفة، وذلك بعدما تمت استعادة جثامين ثلاثة فقد الاتصال بهم وحال الظلام دون مواصلة التفتيش عنهم حتى طلوع نهار أمس، حيث تم العثور عليهم على التلة مستشهدين نتيجة المعارك ولم يتعرضوا للخطف أو التصفية الجسدية. وشرح مصدر عسكري لبناني ملابسات معركة جرود رأس بعلبك، مؤكداً أنها «مسألة تراكمية، فبعد ضبط سيارتين مفخختين خلال 10 أيام كان يراد إدخالهما إلى لبنان عن طريق عرسال، وبعد اشتباكات شبه يومية منذ شهر حتى اليوم مع مسلحين إرهابيين أرادوا اقتحام مواقعنا في جرود عرسال للتسلل منها إلى عرسال، أوقع الجيش بنتيجتها خسائر بشرية بالمعتدين بمعدل 3 أو 4 قتلى يومياً، حصل هجوم قبل ليلة من معركة تلة الحمراء في محاولة جديدة للتسلل إلى وادي حميد في جرود عرسال، إلا أننا أحبطناه، فكان هجومهم في اليوم التالي على نقطة المراقبة المتقدمة في رأس بعلبك». وأوضح أنه كان في موقع المراقبة نحو 15 عسكرياً تصدوا للمهاجمين الذين بلغ عددهم نحو مئة، وواصلوا التصدي لهم في انتظار وصول الإمدادات العسكرية، فاستشهد عدد منهم وواصل الآخرون التصدي حتى وصول الدعم، حيث دارت معارك مع الإرهابيين المسلحين شاركت فيها المروحيات حتى تطهير التلة ومحيطها». وكان مصدر سوري من النازحين إلى عرسال قال ل «الحياة»، إن «المعلومات التي وردت اليهم تفيد بأن المسلحين يعتبرون أن رأس بعلبك خط إمداد غذائي لهم كانوا يستعينون به للحصول على الطعام، وعلى ما يبدو فإن مجموعة كانت تحاول التسلل إلى رأس بعلبك ضبطها الجيش اللبناني واشتبك معها ولا نعرف التفاصيل». وأوضح أن «جل ما قيل لنا إن «أبو الوليد» نفذ عملية «انغماسية لاقتحام موقع الجيش اللبناني». ونفى مصدر عسكري لبناني وجود أي خط إمداد للمجموعات المسلحة لا في رأس بعلبك ولا في أي مكان، وقال ل «الحياة»: «لن نسمح بأي طرق إمداد، وجميع المسلحين في خانة الإرهاب منذ اللحظة التي اعتدوا فيها على الجيش اللبناني في عرسال وخطفوا عسكريينا وقتلوا بعضهم». وأكد أن «الجيش موجود على تلة الحمراء ولم يتراجع، بل عزز وجوده، فهذه أراض لبنانية ومهمتنا الدفاع عنها». وشيع لبنان الرسمي والشعبي شهداء جيشه في مآتم مؤثرة أمس، وأجمعت الكلمات والهتافات المتضامنة على أن «المعركة ضد الإرهاب متواصلة حتى الانتصار». في موازاة ذلك، انتشل الدفاع المدني جثث المسلحين الإرهابيين الذين سقطوا في تلة الحمراء، فيما دفن المسلحون بعض جثث قتلاهم الذين قتلوا بعيداً من التلة. وأكد مصدر عسكري، أن الجيش سحب، بناء على أمر من القضاء اللبناني، جثث الإرهابيين القتلى التي بلغ عددها حتى المساء 11 جثة، ونقلها إلى مسستشفى الهرمل الحكومي بانتظار أن يتقدم أهاليهم إذا كانوا من النازحين، بطلب لدى القضاء لاستردادها ودفنها، وفي حال لم يطلب أحد ذلك، فإن الجيش وعملاً بالأصول العسكرية سيدفنها وفقاً للشرائع الدينية لكل منهم. وبين الجثث التي نقلت جثة «أبو الوليد» وجثة الأحوازي. وفضل المصدر العسكري التكتم حالياً على جنسيته.