قالت وزارة الدفاع المصرية اليوم (الأحد) إن وحدات من القوات البحرية المصرية والأميركية بدأت تدريبات مشتركة في البحر الأحمر بمشاركة ست دول من بينها السعودية والكويت بصفة مراقب. يأتي التدريب المشترك وسط تقارب مصري - أميركي توجته زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولاياتالمتحدة في مطلع الشهر بعد أن توترت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. واتفق ترامب والسيسي خلال الزيارة على تعزيز التعاون في مجال مكافحة المتشددين. وقالت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت «انطلقت فاعليات التدريب البحري المشترك المصري الأميركي تحية النسر 2017 الذى تجريه وحدات من القوات البحرية لكلا البلدين، ويستمر لأيام عدة بنطاق المياه الإقليمية في البحر الأحمر، وتشارك به كل من السعودية والإمارات والبحرين وباكستان والكويت وإيطاليا بصفة مراقب». وأضافت أن التدريب يشمل «تخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة نهاراً وليلاً بالتعاون مع القوات الجوية لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة، والتدريب على أعمال المعاونة بالبحث والإنقاذ بالبحر». ويشمل التدريب المشترك اقتحام السفن المشتبه بها بمشاركة عدد من الوحدات والقطع البحرية وعناصر من القوات الخاصة البحرية من الجانبين. وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس زار مصر الأسبوع الماضي لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين ومكافحة الإرهاب في الزيارة الأولى التي يجريها للقاهرة منذ توليه المنصب. وقالت وزارة الدفاع إن التدريب البحري المشترك «يعكس عمق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي لكلا البلدين الصديقين في مجالات عدة». وتوقفت مناورات «النجم الساطع» المشتركة بين مصر وأميركا في العام 2011 بسبب الاضطرابات السياسية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. إلى ذلك، وصل وزير الدفاع الأميركي إلى جيبوتي اليوم، لزيارة قاعدة عسكرية مهمة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر تنطلق منها العمليات في اليمن والصومال. وتأتي زيارة ماتيس ضمن جولة تستمر أسبوعاً في الشرق الأوسط وأفريقيا وفيما تزيد الولاياتالمتحدة الضغوط على جماعات متشددة في المنطقة مثل «حركة الشباب» الصومالية. وتقع القاعدة الأميركية التي تضم حوالى أربعة آلاف فرد على بعد أميال قليلة من قاعدة صينية تحت الإنشاء أثارت قلق بعض المسؤولين الأميركيين. وتعادل جيبوتي في مساحتها ويلز تقريباً وتقع على الطريق المؤدي إلى قناة السويس وبين إثيوبيا وإريتريا والصومال وتستضيف أيضاً قاعدة يابانية وأخرى فرنسية. ومنح البيت الأبيض الجيش الأميركي أخيراً سلطات أوسع لمهاجمة متشددي «الشباب» المرتبطين بتنظيم «القاعدة» في الصومال. وتشن الحركة المتطرفة تفجيرات دامية على رغم انتزاع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والتي تدعم الحكومة الصومالية السيطرة على معظم الأراضي من المتشددين. وأرسلت الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة عشرات القوات إلى الصومال للمساعدة في تدريب أفراد الجيش الوطني الصومالي. وتتزامن زيارة ماتيس أيضاً مع تصاعد القرصنة قبالة ساحل الصومال في الآونة الأخيرة. ويأتي التصاعد المفاجئ في هجمات القراصنة الصوماليين بعد سنوات من عدم الإبلاغ عن أي واقعة. وقال مسؤول دفاعي أميركي طلب عدم ذكر اسمه، إن الحوادث الأخيرة تثير القلق لكنها ليست مفاجئة. وقال إنها قد تجعل الدول التي تقوم بدوريات تفكر مرتين قبل أن تحد من وجودها في المنطقة.