طالب مواطنون سعوديون بإنهاء معاناتهم مع أبنائهم المصابين بمرض التوحد، وقالوا ل«الحياة» خلال لقائهم في مراكز التواحد في الأردن، إنهم يعانون الأمرين بعدم وجود مراكز لرعاية المصابين بمرض التوحد في السعودية، وبعضنا يعمل في القطاع العسكري وليس مسموحاً له السفر من دون موافقة، إضافة إلى تكاليف السفر من حجوزات وطيران. وقال المواطن صالح الصالح خلال وجوده في أحد مراكز معالجة التواحد: «قدمت من المنطقة الشرقية إلى الأردن لتسجيل أطفالي عندما ذكر لي أحد الزملاء وجود عدد كبير من أبناء السعوديين يعالجون في مراكز خاصة بمرض التوحد، وبحثت بجميع مناطق المملكة ولم أجد أي مركز يستقبل ابنائي»، مطالباً الجهات السعودية المعنية بفتح تلك المراكز بشكل عاجل. واختار أحد المواطنين طريقة لتوديع ابنته المصابة بمرض التوحد عن طريق كتابة قصيدة مخاطباً ابنته أبكت جميع من شاهدها، إذ وضع صورتها وتعليقه في المركز في الأردن، وقال إنه مضطر لفراقها وليس أمامه أي خيار آخر. وبين مدير أحد المراكز العلاجية في الأردن ل«الحياة»، أن هناك حالات صعبة جداً، وتوجد أكثر من حالة توفي والدوهم، ولم يزرهم أحد من مدة، إضافة إلى أم لم تستطع زيارة ابنتها بسبب وفاة زوجها. وزارت «الحياة» عدداً من المراكز الخاصة بمعالجة مرض التوحد في الأردن، والتقت عدداً كبيراً من السعوديين فيها من مختلف الأعمار، وشاهدت أعمالاً لهم مثل قطع من السدو كتب عليها شعار المملكة، وأعمال نحت، وتعرفت على تعلقهم بالكرة السعودية، وأسماء اللاعبين السعوديين. وناشد أولياء أمور مصابي التوحد والفصام (تحتفظ «الحياة» بأسمائهم) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالنظر في قضية التوحد والتشتت الذي تعيشه الأسر وأبناؤها، وذلك من خلال تفعيل المشروع الوطني للتوحد، الذي صدرت الموافقة عليه قبل سنوات ومن شأنه حل المشكلات التي تواجه أسر التوحد وأبناءهم. وذكر المواطن السعودي إبراهيم (فضل ذكر اسمه الأول فقط)، خلال إقامة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام حفلتها السنوية بحضور عدد كبير من أعضاء الجمعية ومستفيديها والإعلاميين، أنه كان مبتعثاً ومتفوقاً، «ولكني عدت إلى المملكة بسبب إصابتي بمرض الفصام وتدهورت حالي الصحية، ولم أستطع إكمال دراستي وأنا متزوج ولدي أطفال». وأضاف أن أحد الأشخاص ذكر له بأن هناك جمعية تعنى بمرض الفصام، «وقمت بزيارتها ووجدت كل ترحيب إلى أن شفيت، وتم توظيفي مدرساً بالجمعية». وذكرت رئيسة مجلس الجمعية الأميرة سميرة الفرحان، أن الفصام مرض وراثي ومن أسبابه الضغط النفسي والفاجعة والمخدرات، منوهة بلوحة مريض الفصام برجس الذي رسم لوحة تفاحة شبهها بمريض الفصام، مؤكدة أنه يجب الأخذ بأيدي المصابين ومساعدتهم، وعرض بعض الأمهات قصص أبنائهن المصابين، مشيرات إلى جهود الجمعية في مساعدتهم. من جهتها، أوضحت رئيسة مجلس جمعية أسر التوحد والفصام في المملكة العربية السعودية الأميرة سميرة الفيصل، أن الجمعية تستقبل يومياً ما بين 3 إلى 5 حالات جديدة طلباً للحصول على تشخيص، والمصابون بمرض التوحد بازدياد، مبينة أن من أهم أسباب المرض التي جعلت أكثر من 1500 توحدي يعالجون في الأردن بدلاً من معالجتهم وإيوائهم في مراكز مماثلة بالمملكة عدم وجود مراكز مشابهة لما هو في الأردن. وأعربت عن أمنيتها بإيجاد مراكز مشابهة لهذه المراكز في السعودية، واحتساب البعثة بعثة داخلية حتى يستطيع أصحاب المراكز جلب الأطباء والمختصين في رعاية التوحديين، بدلاً من الذهاب إلى الأردن وغيرها من الدول الأخرى ليبقى أبناؤنا في بلدنا، ومراعاة لظروف الأسر المالية.