عرضت الأميرة سميرة الفيصل خلال مداخلتها في ندوة «الحياة» عدداً من شهاداتها حول أسر مرضى التوحد، وقالت الفيصل: «إحدى الأسر كانت تعاني من ابنها المصاب بمرض الفصام ولم استطع تقديم المساعدة لهم من خلال قسم الشرطة الذي رفض أن يتسلمه إلا بأمر من الإمارة، ما جعلني أتصل بطبيب نفسي ليذهب إليه في المنزل ليحل مشكلته مع والديه، خصوصاً أنهما كبيران في السن»، وأضافت: «هناك شاب كان يعمل طياراً وأصيب بمرض الفصام فترك العمل وأصبح يتقاضى نصف راتبه الشهري، من دون أن يعالج أو ينقل إلى عمل مكتبي يناسب حالته»، موضحة أن كلفة الجلسة للساعة الواحدة عالية جداً، على رغم كون الجلسة غير ناجحة ولا تتوافر فيها الشروط العلمية الصحيحة. وتوقعت الفيصل أن يزداد عدد المصابين بالمرض في حال عدم وضع أسس وضوابط وقائية، «ما ينذر بأجيال تنتشر فيها الإصابة بمرض التوحد». ولفتت الفيصل إلى أنها الآن تعمل على تأسيس جمعية للفصام «خصوصاً أنه لا توجد جمعية خاصة بهم في الدول العربية»، وقالت: «بعض الأسر لا تعي أو تعلم ما هو مرض الفصام والبعض منهم يربطه بالسحر والجن». مشددة على ضرورة التواصل بين وزارة الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية لوضع أنظمة وقوانين تحفظ حقوق مرضى الفصام». ويؤكد الطرح الذي ذهبت إليه الفيصل ما صرّح به خلال ندوة «الحياة» أحد الآباء الذي لديه 4 أبناء مصابين بالتوحد، وقال خلال الندوة معبراً عن معاناته: «لدي ابنة تعالج حالياً في مركز التأهيل الشامل وعمرها 25 سنة، واضطررت إلى إدخالها المركز بعد أن بلغت 10 سنوات، إذ إنها مصابة بالعمى والتوحد، ولا أستطيع رعايتها بسبب الحمل الكبير على عاتقي، لأن لدي 3 أبناء مصابين بالتوحد ولم أستطع متابعتهم جميعاً»، منوهاً إلى أنه في كل زيارة من الزيارات يجد ابنته مصابة بكدمات وكسور نتيجة للتعامل السيئ معها، إضافة إلى شكواه من قصور الإعانة المصروفة، التي لا تفي بالمستلزمات الضرورية لأبنائه الثلاثة. وناشد الجهات المعنية والمتبرعين المقتدرين إنشاء مراكز متخصصة، مؤكداً أن تجربته تشهد أمام الجميع «بأن جميع المراكز المتخصصة لا تقوم بالرسالة الصحيحة التي فتحت من أجلها، وأن المبالغ الطائلة التي تصرفها لا تكفي لتوفير الحاجات الخاصة ما يجعل أسر المصابين في مواجهة مصيرين لا ثالث لهما: إما الدفع أو طرد أبنائهم المصابين من المركز».