قال مصدر أمني عراقي رفيع ل «الحياة»، إن جهود إطلاق القطريين الذين خُطفوا خلال رحلة صيد في العراق عام 2015، خضعت ولا تزال إلى «تأثيرات» على رغم وصولها إلى «مراحل متقدمة»، متوقعاً نجاحها «في أي لحظة... إذا توافرت أجواء صافية». وتشير تقارير مختلفة إلى أن الإفراج عن هؤلاء جزء من صفقة إجلاء متبادل بين بلدات مؤيدة للحكومة السورية وأخرى معارضة لها. وتردد أيضاً أن إطلاقهم مرتبط بدفع أموال. وقال المصدر العراقي الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح إلى «الحياة»، إن «جهود إطلاق الصيادين القطريين وصلت إلى مراحل متقدمة جداً. نحن الآن قريبون جداً من تسليمهم الممكن أن يتم في أي لحظة». لكنه أشار إلى «تأثيرات» لم يفصح عن ماهيتها وإن كانت سياسية أم أمنية، خارجية أم داخلية، «تجعلها (جهود إطلاقهم) تتقدم مرة وتتراجع مرة أخرى». وأضاف: «في أكثر من مرة تعرضت هذه الجهود إلى حدث بعينه أعادها إلى الوراء». وكانت مجموعة مسلحة اختطفت أواخر عام 2015 في البادية الجنوبية للعراق 26 صياداً بينهم عدد من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر. ولم يستبعد مسؤول عراقي آخر في تصريح إلى «الحياة» أن تكون «الأحداث الأخيرة في الفوعة وكفريا وراء تأخر إتمام صفقة إطلاق القطريين»، في إشارة إلى عملية الإجلاء المتبادل بين سكان هاتين البلدتين في شمال غربي سورية وبين سكان بلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق. لكن النائب حامد المطلك عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية القيادي في «ائتلاف الوطنية» قال ل «الحياة»، إن «المعلومات حول الصيادين القطريين والمفاوضات التي تجري في شأنهم لا تزال مبهمة». وذكر أن «صفقة واسعة تجري حالياً لإطلاق القطريين»، مرجّحاً أن «إيران وسورية ليستا بعيدتين عن الأزمة كما أن هناك علاقة بين نقل العوائل السورية من مكان إلى آخر وموضوع صفقة تسليم المختطفين إلى الدوحة». واستدرك أن «عملية الخطف عملية مخابراتية دولية». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي تطرق إلى موضوع المخطوفين القطريين في كلمته الأسبوعية الأخيرة. ونقلت تقارير محلية عن مصادر إن «الفدية المطلوبة للإفراج عن المخطوفين القطريين بليون دولار»، مشيرة إلى وجود طائرة قطرية خاصة في مطار بغداد بانتظار إطلاقهم لتقلهم إلى الدوحة، وهو أمر تحفظت عن تأكيده سلطات المطار في اتصال مع «الحياة» فيما نفاه إعلام «قيادة القوة الجوية العراقية» باعتبارها المسؤولة عن سماء البلاد. كما نفى الشيخ أوس الخفاجي الأمين العام ل «قوات أبو الفضل العباس»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، في تصريح إلى «الحياة» تورط أي من قوات الحشد في «خطف الصيادين القطريين في العراق»، قائلاً إن «أي اتهامات لم توجه لا من الحكومة العراقية ولا الحكومة القطرية إلى الحشد الشعبي بالتورط في موضوع الاختطاف. وزاد: «ليس من مهامنا متابعة الداخلين إلى العراق بصورة غير رسمية».