أعلن قائد ميداني عراقي أمس قتل قادة المساعد الأول لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وعدد آخر من مسؤولي التنظيم، خلال المواجهات الضارية في الجانب الأيمن للموصل، فيما أكدت وزارة الدفاع الأسترالية تقديم إسعافات أولية لمصابين تعرضوا لهجوم بالغازات السامة. وتحاصر قوات من الشرطة الاتحادية عناصر «داعش» في المدينة القديمة، حيث مسجد النوري الكبير الذي أعلن البغدادي من على منبره «دولة الخلافة في العراق وسورية»، لكنها تواجه منذ أسابيع صعوبة في إحداث ثغرة في خطوط الصد، مقابل تقدم بطيء لجهاز مكافحة الإرهاب، من المحور الغربي للسيطرة على 13 حياً ما زالت خارج سيطرة الحكومة. وقال قائد الاتحادية الفريق رائد جودت أمس، إن «المساعد الأول لزعيم داعش الإرهابي الملقب أبو عبد الرحمن قتل بقصف استهدف مقراً في حي الزنجيلي، وقتلت مدفعيتنا الإرهابي أبو الوليد التونسي وأربعة من مرافقيه بقصف موقعهم قرب جامع الأسود في المدينة القديمة، فضلاً عن قتل القيادي أبو ماريا الرومي الذي يحمل الجنسية الروسية في منطقة رأس الجادة بضربة مدفعية دقيقة»، وأشار إلى «اندفاع قوات الشرطة والرد السريع صوب حي الثورة والزنجيلي، شمال منطقة قضيب البان، وهناك حرب شوارع شرسة في منطقتي الفاروق والبورصة». إلى ذلك، أكدت مديرية الاستخبارات العسكرية «قتل وزير شؤون العشائر في داعش المدعو أبو عبدالله الشبك، واثنين من أبنائه وأبناء شقيقه من حراسه الشخصيين، في قصف لطائرات التحالف طاولهم في حي الزنجيلي». وتشكل عمليات القنص المتبادل عنصراً رئيساً في المواجهات داخل المدينة القديمة ذات الأزقة الضيقة المكتظة التي لا تتسع لدخول المركبات المدرعة، حيث تواجه القوات المهاجمة صعوبة في فتح ممرات آمنة لإنقاذ المدنيين المحاصرين. في الجبهة الغربية، أكد الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، الفرقة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب أمس تقدم قواته «في حي الثورة من الجانبيين الغربي والشرقي، وقتل العديد من الإرهابيين وتدمير عدد من العجلات المفخخة، وتأمين ممر لإخراج المدنيين». وأفاد أمني بأن «مدنيين قتلوا في حي الثورة عندما فجر التنظيم عربة مفخخة في أحد الأزقة». وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت تحدثت مصادر عسكرية عن «تنفيذ قوات التحالف الدولي إنزال جوي لتأمين أحد الخطوط اللوجستية لقوات مكافحة الإرهاب خلف المدينة القديمة»، كما أكدت وسائل إعلام محلية «قتل مدنيين في حي حاوي الكنسية الواقع تحت سيطرة التنظيم شمال الساحل الأيمن، وسقط آخرون بانفجار قنبلة هاون أطلقها الإرهابيون على حي الجزائر في الجانب الأيسر المحرر». ووصل رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس إلى الموصل للاجتماع بالقادة العسكريين والوقوف على سير المعارك على الأرض، وهو ثاني اجتماع من نوعه يعقده منذ آذار الماضي. واتهم العميد يحيى رسول، الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة «داعش» ب «استخدم غاز الخردل في هجوم على وحدة عسكرية فيها مستشارون أميركيون وأستراليون في الجانب الأيمن الاثنين الماضي»، وأضاف أن «25 مدنياً طلبوا مساعدات طبية وأصيب ستة عسكريين باختناق، لكن أياً من الأميركيين أو الأستراليين لم يصب بأذى»، لافتاً إلى «فتح تحقيق لتحديد نوع المادة السامة التي استخدمت في هذا الهجوم». وأعلن موقع وزارة الدفاع الأسترالية أن «فريقاً طبياً قدم الإسعافات الأولية لجنود عراقيين من وحدة مكافحة الإرهاب بعد تعرضهم لهجوم بغاز الخردل»، وأوضح أن «الهجوم كان بدائياً ويائساً». ونقل الموقع عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن «المستشارين الأستراليين والأميركيين كانوا مع الوحدة وقت وقوع الهجوم». ونشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تابعة ل «داعش» استخدام غاز الكلور وإصابة عدد كبير من الجنود وبعض الصحافيين الذين يغطون المعارك.