أعلنت الشرطة الاتحادية أنها شنت هجوماً «نوعياً» لفك عقدة دفاعات تنظيم «داعش» في الموصل القديمة، في موازاة تقدم ملحوظ لقوات جهاز مكافحة الإرهاب من المحور الغربي، وإعلان قطع خط إمداد «مهم» للتنظيم بفعل الضربات الجوية. وأفاد قائد «الشرطة الاتحادية» الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، أن «قوات المغاوير هاجمت فجراً 3 مقارّ دفاعية للدواعش قرب منارة الحدباء واشتبكت معهم بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وقتلت 5 إرهابيين، واستولت على أسلحة متنوعة ونشرت قناصتها على أسطح المباني»، في وقت أعلنت قيادة العمليات المشتركة «انهيار دفاعات داعش بنسبة 70 في المئة في المدينة». وتواجه الشرطة منذ أسابيع صعوبة في تحقيق تقدم ملموس للسيطرة على المدينة القديمة التي تحمل قيمة رمزية واستراتيجية لدى التنظيم، حيث جامع النوري الكبير الذي ألقى فيه زعيمه أبو بكر البغدادي أول خطبة معلناً «دولة الخلافة» فضلاً عن منارة الحدباء الأثرية الشهيرة التي تعد أيقونة المدينة. وقال قائد معركة استعادة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حيي السكك واليرموك الأولى»، ووفقاً لمصدر أمني فإن «قوات الجهاز قدمت بعض الخسائر في معارك داخل حي اليرموك، وواجهتن مقاومة عنيفة من عناصر داعش الذين قُتل منهم العشرات». إلى ذلك، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس أن «سلاح الجو وجه ضربات عالجت تجمع عصابات داعش على طريق بغداد الموصل، وقتلت نحو10 إرهابيين وإعطبت أسلحة وعتاداً كان في حوزتهم، ولاذ الآخرون بالفرار داخل قضاء الحضر، فضلا عن تدمير مخزن للأسلحة ووكر، وقتل عدد من الإرهابيين ومن ضمنهم 3 انغماسيين وإعطاب مجموعة من الأسلحة، وكذلك يعتبر الهدف مركزاً مهماً لاتصالات العدو، ناهيك عن تدمير عجلتيين مفخختين احداهما مصفحة أثناء خروجها من معمل التفخيخ في قضاء الحضر»، وكشف «تدمير وقطع خط إمداد مهم بالكامل في الساحل الأيمن، كان يربط أحياء النجار وحي الرفاعي وحي 17 تموز، يستخدمه العدو للتنقل سريعاً وتلقي تعزيرات بالعجلات المفخخة ما بين الأحياء». وأكدت مديرية الاستخبارات العسكرية «تدمير معمل لتفخيخ العجلات في المنطقة الصناعية بوادي عكاب وقتل عدد من خبراء التفخيخ وصناعة الأسلحة الكيماوية، بينهم الإرهابي الملقب أبو حمزة، بريطاني الجنسية من أصل بحريني، والإرهابي الملقب برفعت، فرنسي الجنسية، والإرهابي أبو رسل الحديدي». وشدد الناطق باسم قيادة «العمليات المشتركة» يحيى رسول على أن «داعش لم يعد يسيطر سوى على 6.8 في المئة من مساحة البلاد بعد أن كان يحتل نحو 40 في المئة منذ سيطرته على الموصل في حزيران عام 2014». وزاد أن «القوات الأمنية تمكنت من تحرير 90 بالمئة من أراضي الجانب الأيمن للموصل لحد الآن». وبثت وسائل إعلام محلية إفادات للسكان في الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم أكدوا سقوط قتلى نتيجة استمرار القصف الجوي، وعمليات القصف بقنابل الهاون التي يطلقها التنظيم، وذكروا أن «ضربة جوية استهدفت منازل في حي الصحة أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين، وهناك ضحايا في حي السكك خلال عملية تحريره». وأكد مصدر في الشرطة «قتل وإصابة عدد من المدنيين نتيجة سقوط صواريخ على منطقة المجموعة الثقافية شمالي المدنية أطلقها داعش من المحور الغربي، كما هناك ضحايا آخرون في سقوط قذائف هاون أطلقتها الشرطة الاتحادية على أهداف لداعش في منطقة الزنجيلي». وتشير تقارير لمنظمات حقوقية إلى أن «آلاف المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباك يواجهون خطر الموت، بسبب عمليات القصف المتبادل، أو أثناء فرارهم نحو المناطق الآمنة، إذ يتعرضون إلى القتل من قبل عناصر التنظيم الذين يتخذون السكان كدروع بشرية لوقف تقدم القوات العراقية»، وسبق أن أعلنت قوات «التحالف الدولي» والحكومة العراقية فتح تحقيق في ادعاءات بسقوط أكثر من 200 مدني في قصف جوي طاول حي موصل الجديدة وسط الجانب الأيمن من المدينة.