أكدت قوات الأمن العراقية أن «داعش» استهدف مواقعها بقذائف كيماوية غرب الموصل، مشيرة إلى أن تأثيرها كان محدوداً. واشتدت المعارك في ست مناطق من أصل 15 هي آخر ما يسيطر عليه التنظيم في المدينة، وكثفت القوات الأميركية دعمها الجيش لخوض المعركة الصعبة. ونقل بيان عن قيادة العمليات في الموصل قولها: «أثناء تقدم قواتنا حاولت عصابات داعش إعاقتها، مستخدمة قذائف معبئة مواد كيماوية سامة لكنها كانت محدودة التأثير وأسفرت عن إصابات محدودة، ولم تتسبب في استشهاد أي مقاتل». وأضافت أن هذا الاعتداء «لم يؤثر في تقدم القطعات التي باشرت تحرير المناطق المحددة لها وستضرب بقوة لا تلين رؤوس الدواعش وتدمر قدراتهم ولن تتوقف إلا بالقضاء عليهم نهائياً ولا مكان لهم في العراق». ودان البيان ب «شدة محاولات العدو اليائسة استخدام مواد سامة داخل مناطق مأهولة من أجل البقاء على أرض الموصل الحدباء». ويعزز هذا الهجوم المخاوف من لجوء «داعش» إلى استخدام أسلحة كيماوية مع إطباق الحصار المفروض عليه غرب الموصل، وسبق أن لمحت تقارير أميركية ودولية إلى ذلك، وتم توزيع عدد من الأقنعة المضادة للغازات السامة على الجنود العراقيين. وقال ضابط كبير ل «الحياة» إن مسلحي «داعش» باتوا محاصرين داخل 15 منطقة، بينها 6 تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والتنظيم بعد تطبيق استراتيجية فتح جبهات عدة للوصول إلى البلدة القديمة بأقل الخسائر. وأوضح أن «الاشتباكات تدور في الموصل القديمة والثورة والزنجيلي والإصلاح الزراعي والصناعات والنهروان، ويخوض التنظيم المعارك وهو محاصر تماماً وبدأ يستنفد عرباته المفخخة، لكنه يستخدم السكان دروعاً بشرية». وتابع أن «القوات الأميركية كثفت دعمها الاستشاري واللوجيتسي للجيش بالخطط التكتيكية والأسلحة الذكية لمواجهة تحديات المعركة»، وأكد أن «استعادة السيطرة على المدينة القديمة سيعجل بانهيار التنظيم في بقية المناطق». إلى ذلك، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، أن «قوات المغاوير تواصل تقدمها من المحور الغربي تحت غطاء جوي للمقاتلات والطيران المسيَّر والقصف المدفعي الموجَّه إلى منطقة الفاروق المحيطة بجامع النوري». وأضاف أن «العملية أسفرت عن قتل 60 داعشياً بينهم الإرهابي عزيز إبراهيم فارس العنزي الملقب عزيز فنجو، وهو أمير الحسبة في القيارة، إضافة إلى تدمير خمس عربات مسلحة و8 دراجات نارية مفخخة و6 مضادات لطائرات وتفكيك 3 أبنية مفخخة». وأعلنت «خلية الصقور» الاستخباراتية، أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي ما زال حياً وهو في سورية، ويتحرك داخل الشريط الحدودي المحاذي للعراق. وحذر رئيس الخلية في تصريح نشرته صحيفة «الصباح» الرسمية (من دون ذكر اسمه) من «الإرهاب السياسي بعد تحرير الموصل»، وقال إن «داعش يسعى إلى تعزيز علاقاته مع بعض الشخصيات». من جهة أخرى، أعلن إقليم كردستان استقباله 164 ألف نازح من الموصل منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادتها قبل ستة أشهر، وقال مدير مركز التنسيق المشترك في الإقليم هوشنك محمد في بيان، إن «أفواج النازحين ما زالت تتدفق إلى مخيمات أربيل ودهوك، إذ يسجل يومياً نزوح نحو عشرة آلاف شخص». وأوضح أن المخيمات امتلأت، و «لم يعد في استطاعتنا تقديم الخدمات إلى المزيد، والحل الوحيد هو عودتهم إلى مناطقهم المحررة»، وأكد أن «نحو 400 ألف مدني ما زالوا في مناطق سيطرة داعش في الموصل».