أكدت القوات العراقية تقدمها صوب جامع «الخلافة» في الموصل القديمة، وتخوض معارك ضارية للسيطرة على حيين من الجهة الغربية. وأعلنت فرنسا مشاركتها في حملة قصف جوي ومدفعي على مواقع «داعش». وأظهرت لقطات بثتها قنوات فضائية محلية أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة، حيث تسعى قوات الشرطة الاتحادية منذ أسابيع للسيطرة على جامع النوري الكبير الذي أعلن من على منبره أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة الإسلامية»، مقابل تقدم بطيء لجهاز مكافحة الإرهاب في المحور الغربي. وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت في بيان، إن «فوجاً تدعمه الفرقة الآلية المدرعة توغل في المدينة القديمة من محور باب الجديد باتجاه جامع النوري، وقتل 13 إرهابياً ودمر سبع آليات مفخخة»، وأكد «إسقاط طائرة مسيرة للدواعش شمال حي الطيران إضافة إلى شن هجمات بالمدفعية استهدفت مقرات الإرهابيين شمال المدينة القديمة قرب الجسر الخامس». وتواجه القوات المشتركة صعوبة في فتح ممرات آمنة لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين، وتحدثت تقارير إعلامية محلية عن تزايد عدد الضحايا بالقصف المتبادل، وتعرضهم للقتل من مسلحي التنظيم أثناء محاولتهم الفرار باتجاه المناطق الآمنة. في المحور الغربي، أفاد الفريق الركن عبدالغني الاسدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، بأن قواته «بإسناد من طائرات التحالف الدولي تتقدم ببطء وحذر بسبب قناصة التنظيم الذين يعتلون أسطح المباني، لاستعادة حيي الآبار والتنك، والجهود جارية لمعالجة هذه الأهداف». وأشار إلى أن «التنظيم بات يلفظ أنفاسه الأخيرة». وقال ضابط في الجهاز إن «القطعات تخوض مواجهات عنيفة وصعبة في الأزقة، من منزل إلى آخر، وهي تحاول تقليل الخسائر بين المدنيين وتأمين ممرات آمنة لهم وحمايتهم». ووجهت القوات الأمنية تعليمات إلى سكان المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» تدعوهم إلى «البقاء في المنازل بعيداً عن أنظار الدواعش وذلك بغلق الأبواب جيداً والابتعاد عن النوافذ للإيحاء بعدم وجود أحد في البيت، وتفادي البقاء في بيت واحد لأكثر من عائلة، ويمكن ابتداع الحجج أو المقاومة، والنزول إلى السراديب لمن يمتلكها وإلى الطوابق الأرضية عند بدء الاشتباكات»، ونصحت ب «ترك المنزل والتسلل إلى خارجه على الفور عند انشغال الدواعش في أعمال القصف والقنص في حال كانوا على سطحه، وإرسال من يستطيع الوصول إلى قواتنا لتحديد الإحداثيات الصحيحة للبيوت التي يستخدمها داعش». وعزت هذه الإجراءات إلى أن «العدو ارتكب وما زال جرائم في احتجاز المدنيين كدروع بشرية في البيوت القريبة من خطوط التماس لإعاقة تقدمنا». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في تغريدة على «تويتر»، أن طائراتها «نفذت 27 طلعة في العراق خلال الأسبوع الجاري، واستخدمت النار في أربع طلعات أدت إلى تدمير أربعة أهداف»، مشيرة إلى «قيام وحدات المدفعية بالقصف 58 مرة، تركزت كلها في محيط الموصل». وتعود أول مشاركة لفرنسا في عمليات القصف الجوي إلى 19 أيلول (سبتمبر) 2014 في إطار «عملية تشامال». كما تضطلع بتأهيل «وحدات خاصة» من الشرطة، وتقدم مساعدات عسكرية ولوجستية. وأعلنت خلية «الإعلام الحربي» التابعة لقيادة العمليات المشتركة في بيان، أن «طائرات التحالف قصفت صهريجاً مفخخاً قرب البورصة في الزنجيلي، ومخابئ للقناصة قرب مطبعة الجامعة في حي الشفاء وقتلت جميع من فيها، إضافة إلى معمل لتفخيخ العجلات في المنطقة الصناعية في وادي عكاب، قرب معمل الثلج القديم، كما وجه صقور الجو العراقي ضربات في نينوى أدت إلى تدمير مخزن أسلحة ومضافة فيها 18 إرهابياً ومقراً لداعش ومخازن للأسلحة، في قرية إحليلة التابعة لبلدة بادوش ومضافة للانغماسيين فيها 6 إرهابيين في قرية البغلة التابعة للبلدة، وقرية مركب الطير قرب البعاج»، وتابع: «تم تدمير مضافة كتيبة صلاح الدين الأيوبي وفيها أكثر من 35 إرهابياً ومخزنين للأسلحة والأعتدة ومعمل لتفخيخ العجلات ومقر لعقد الاجتماعات في قرية مركب الطير، ومضافة أخرى فيها 7 إرهابيين في قرية مطلة المركب في البعاج».