أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «سيفيبوف» لمصلحة صحيفة «لوموند»، تمسك مرشح الوسط إيمانويل ماكرون بتقدمه في الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة الأحد المقبل. لكن الاستطلاع توقع نتائج متقاربة جداً بين المرشحين الأربعة الرئيسيين مع احتمال حصول مفاجآت بسبب ارتفاع متوقع لمعدل الامتناع عن التصويت ومستوى التردد لدى الناخبين. ورجح الاستطلاع الذي شمل 11601 شخص، ما يجعله الأكثر شمولاً بين الاستطلاعات الكثيرة التي تجرى يومياً، نيل ماكرون 23 في المئة من الأصوات بتراجع نقطتين مئويتين، وحلول لوبن ثانية بنسبة 22.5 في المئة من الأصوات بتراجع 2.5 نقطة مئوية عن مطلع الشهر الجاري، وبعدها المرشح المحافظ فرنسوا فيون الذي تعافى من فضيحة الوظائف الوهمية لعائلته بنسبة 19.5 في المئة، مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون الذي زادت شعبيته في الأسابيع الأخيرة (19 في المئة). تلقى فيون دعماً متأخراً من قطبي حزبه «الجمهوريين» الرئيس السابق نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه، في محاولة لرص الصف وراءه. وذهب رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه أبعد من ذلك بتنفيذه زيارة مشتركة مع فيون إلى مقر مؤسسة «ديزر» للموسيقى الرقمية، في بادرة تضامن واضحة منه، علماً أنهما تنافسا بقوة في الانتخابات التمهيدية لليمين. وكان التهديد الإرهابي دخل الثلثاء على خط حملة الانتخابات الرئاسية مع اعتقال المواطنين محي الدين المرابط (29 سنة) وكليمان بويير (23 سنة) في منطقة مرسيليا (جنوب) للاشتباه في تخطيطهما لاعتداء. وعثرت أجهزة أمنية لدى دهم شقة الشابين على ترسانة حقيقية تضمنت 3 كيلوغرامات من المواد المتفجرة وأسلحة نارية بينها رشاش من طراز «عوزي» إسرائيلي الصنع وذخائر، إضافة إلى راية تحمل شعار تنظيم «داعش». وأعلن مدعي عام الجمهورية فرنسوا مولان في مؤتمر صحافي أن المعلومات «أكدت أن المرابط وبويير أوشكا على تنفيذ عمل إرهابي يستهدف الحملة الانتخابية، فيما لا يمكن التكهن بهدف الاعتداء وموعده». وأشار إلى العثور في شقة الشابين، وهما من أصحاب السوابق اللذين تعرفا على بعضهما في السجن، على شريط فيديو يظهر فيه غلافاً لصحيفة «لوموند» يحمل صورة مرشح اليمين فيون. وفي بلجيكا، أفاد الادعاء الفيديرالي بأن بويير «كان مطلوباً للاستجواب، لكنه توارى عن الأنظار في البلاد منذ نهاية 2015، وتعاونا مع السلطات الفرنسية في البحث عنه، على رغم أنه لم يوضع في لائحة المطلوبين في بلجيكا. وكان وزير الداخلية الفرنسي ماتياس فيكل أكد أن التهديد الإرهابي يبقى مرتفعاً في فرنسا أكثر من أي وقت مضى، وتكليف حوالى 60 ألف عنصر مهمات الحفاظ على الأمن خلال الدورتين الانتخابيتين، مع اتخاذ إجراءات استثنائية حول مقار المرشحين وخلال مهرجاناتهم وتحركاتهم بمشاركة عناصر من الجهاز الخاص بحماية الشخصيات السياسية. وحرص المرشحون وبينهم فيون على عدم تحويل التهديد الإرهابي إلى محور أساسي في حملاتهم، والمضي في تفصيل برامجهم المختلفة.