غداة زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر إلى باكستان ظهرت خلافات بين الطرفين حول قتال الجماعات المسلحة على الحدود مع أفغانستان، إذ اكد الجيش الباكستاني رفضه قول ماكماستر في كابول قبل توجهه إلى إسلام آباد إن الولاياتالمتحدة «ستتخذ موقفاً متشدداً من باكستان بسبب عدم محاربتها كل الجماعات المسلحة، والاكتفاء بانتقاء بعضها فقط تمهيداً لاستخدام أخرى أدوات لحروب بالوكالة». وابلغ قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا المسؤول الأميركي أن «باكستان هي ضحية إرهاب منظم تموله دول مجاورة، وترفض اتهامها بأنها تموّل حروباً بالوكالة انطلاقاً من أراضيها»، في إشارة إلى اتهامها باحتضان حركة «طالبان» الأفغانية و «شبكة حقاني». وفي الزيارة الأولى لمسؤول أميركي بارز في إدارة الرئيس دونالد ترامب لباكستان، أكد ماكماستر لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أن إدارة ترامب ستعمل لتقوية العلاقات مع باكستان بهدف دعم جهود السلام والاستقرار في أفغانستان. وتطالب كل من الهندوأفغانستان الإدارة الأميركية بممارسة مزيد من الضغط على باكستان كي تتدخل لإقناع حركة «طالبان» بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع كابول، في حين تريد إسلام آباد إقناع الإدارة الأميركية بممارسة مزيد من الضغوط على الهند لوقف تدخلها في شؤونها الداخلية، واستئناف الحوار الخاص بأزمة إقليم كشمير المتنازع بين البلدين، وكذلك وقف تمويل الاستخبارات الهندية والأفغانية لجماعات باكستانية مناوئة للحكومة مثل «جماعة الأحرار»، والحركات الانفصالية في إقليم بلوشستان. في أفغانستان، انتقد حزب الجمعية الإسلامية قرار الرئيس أشرف غني عزل كبير مستشاريه أحمد ضياء مسعود من منصبه، بحجة عدم اتخاذه أي خطوة لتحسين أداء الحكومة أو اقتراح إصلاحات إدارية، فيما حذر مسعود من «القرارات الأحادية للرئيس التي تقود البلاد إلى حرب أهلية»، داعياً إياه إلى التراجع عن القرار. وسأل زعيم حزب الجمعية الإسلامية نور محمد عطا عن موقف رئيس السلطة التنفيذية (الحكومة) عبدالله عبدالله من فصل مسعود الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس حزب الجمعية الإسلامية. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية العثور على طنين من المتفجرات في منطقة تشار أسياب جنوب العاصمة كابول يعتقد بأن مسلحين أرادوا استخدامها في صنع مواد شديدة الانفجار لتنفيذ حملة تفجيرات في العاصمة. وجاء ذلك بعد يومين على إحباط القوات الحكومية محاولة من مقاتلي «طالبان» لشن هجمات بصواريخ على العاصمة، إثر اكتشاف عشرة صواريخ في منطقة خاكي جبار. وأعلنت السلطات اعتقال قائد ميداني للحركة يدعى مولوي عبد الحي حقيار في ولاية بقلان شمال العاصمة كابول التي تشهد عمليات متواصلة لمقاتلي الحركة الذين يحاولون السيطرة على الطرق التي تصل بين كابول ومناطق الشمال التي تمر عبر بقلان. أما «طالبان» فأعلنت أن مقاتليها أطلقوا صواريخ على قاعدة بغرام الجوية شمال كابول، وقتلوا جنوداً وضباطاً في ولاية وردك غرب العاصمة.