استكملت القوات العراقية تطويق غرب الموصل، واعلن قادة عسكريون أن تحرير هذا الجزء من المدينة «مسألة وقت»، فيما يدافع «داعش» بشراسة عما بقي له من «أرض الخلافة» ويخوض مسلحوه معارك تبدو كأنها غطاء لانسحاب منظم في اتجاه الأراضي السورية، ويتمسك عدد منهم بمواقعه مستخدمين المدنيين دروعاً بشرية لاستنزاف الجيش في حرب شوارع. وكانت وزارة الدفاع الأميركية وقادة عسكريون عراقيون أعلنوا أن قادة التنظيم انسحبوا ويعيدون تنظيم صفوفهم في الصحراء بين البلدين استعداداً لمعركة جديدة. ونقلت وكالة «أسيوشتديبريس» عن القائد العراقي في الوحدات الخاصة اللواء سيف علي قوله إن»الإرهابيين يعرفون أنهم سيهزمون ويستعدون لتلقي الهزيمة» إلى ذلك، أعلن سيايون ومنظمات إنسانية ان المئات من سكان الموصل قتلوا تحت انقاض منازلهم، بسبب العمليات العسكرية وتفجير العربات المفخخة، وطالبوا باعتبار المدينة منكوبة ودعوة المجتمع الدولي الى اغاثة آلاف النازحين فيما بات تقدم الجيش بطيئاً في الأحياء المكتظة. وقال النائب عن نينوى فارس البريفكاني، خلال مؤتمر صحافي ان «المئات قتلوا تحت انقاض منازلهم بسبب العربات المفخخة التي فجرها التنظيم وسط احياء مأهولة لمنع تقدم قوات الجيش». ودعا الى اعتبار المدينة «منكوبة، « وطالب الحكومة والمجتمع الدولي باتخاذ اجراءات «عاجلة لمنع سقوط ضحايا واغاثة النازحين الفارين، وفتح مخيمات لاستقبال النازحين». كما طالبت النائب عن محافظة نينوى انتصار الجبوري «طريقة تعاطي الحكومتين المركزية والمحلية مع النازحين، ودعت رئيس الوزراء حيدر العبادي بتشكيل «خلية ازمة تأخذ على عاتقها متابعة المشاكل التي يعانونها». وكان محافظ نينوى نوفل العاكوب طالب ايضا خلال جلسة البرلمان اول من امس التي خصصت لمناقشة الازمة في الموصل، باتخاذ قرار باعتبار «محافظة نينوى منكوبة بسبب الوضع المأسوي للنازحين في المخيمات ووجود نقص في الاجهزة الطبية». وأعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن «عدد القتلى المدنيين في الساحل الأيمن إرتفع بشكل مخيف، في وقت تشتد المعارك وتتسارع عمليات النزوح في اتجاه المخيمات وتزداد المعاناة». واوضح في بيان ان « 439 مدنياً قتلوا غرب المدينة، وهناكد أنباء عن قتل 700 آخرين لكن لم يتم التأكد من ذلك فالمعلومات جاءت من مناطق سيطرة داعش التي يصعب الوصول إليها». واضاف ان «المرصد وثق قتل 29 مدنياً في حي الفاروق (اول من امس)، بقصف طيران التحالف الدولي الذي إستهدف أماكن إطلاق نيران داخل الأحياء السكنية». وقال سكان محليون من داخل حي الفاروق إن «داعش يستخدم أسطح بعض منازل المدنيين لإطلاق الصواريخ على القطعات الأمنية ، ما يدفع الطيران إلى إستهداف الموقع». وحذر السياسي العراقي السني خميس الخنجر الولاياتالمتحدة من أن الإسراع في الحملة على غرب الموصل «يسبب زيادة في الضحايا المدنيين، ما يهدد بتقويض جهود هزيمة المتشددين». وقال ل «رويترز» إن هناك «خسائر بشرية كبيرة بسبب التسريع في العمليات ونعتقد بأن هذا خطأ كبير»، واشار الى إن «الخسائر البشرية المتزايدة جاءت سببها الغارات الجوية والقصف العشوائي للأحياء السكنية المزدحمة مع توغل قوات الامن». وسجل مراقبون تسارع وتيرة العملياتن والاستعانة بقوات الشرطة الإتحادية ذات الخبرة المحدودة في حرب الشوارع قياسا إلى قوات جهاز مكافحة الارهاب المدربة جيدا والتي واستطاعت، على رغم خسائرها الكبيرة استعادة شرق الموصل قبل شهرين، متحاشية وقوع ضحايا أودمار كبير». واعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شارك جودت في بيان امس أن «قوات الفرقتين الخامسة والسادسة حررت ظهر اليوم (امس)، منطقة الباب الجديد واقتربت من منطقة باب البيض، كما تمكنت من تحرير 90 في المئة من المدينة القديمة»، لافتاً إلى أنها «اعتمدت تكتيك النصر البطيء للحفاظ على أرواح المدنيين بسبب الكثافة السكانية وسط الموصل وتحصن العدو بين الأهالي». من جهته قال قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله في بيان امس أن «الفرقة 16 حررت قرية الشيخ محمد، شرق بادوش، ورفعت العلم الوطني فوق مبانيها بعد تكبيد العدو الداعشي خسائر في الأرواح والمعدات».