تصاعدت المخاوف من استخدام تنظيم «داعش» أسلحة كيماوية مع تضييق الخناق المفروض عليه في غرب الموصل، فيما قالت الأممالمتحدة أمس إن 12 شخصاً بينهم نساء وأطفال يعالجون من تعرضهم لأسلحة كيماوية في الموصل، كما سُجلت حالات اختناق لعدد من السكان الفارين من مواقع القتال في المدينة. وأكدت منظمة الصليب الأحمر الدولي استخدام أسلحة كيماوية في محيط الموصل، مشيرة إلى أن سبعة جرحى بالمواد الكيماوية يتلقون العلاج بمستشفى الطوارئ في أربيل. وقال ضابط كبير في الجيش بالموصل ل «الحياة»، إن احتمال استخدام «داعش» أسلحة كيماوية في المعركة كان ضمن حسابات الحملة العسكرية قبل أشهر من انطلاقها. وأوضح أن مكتب التعاون الأمني الأميركي المشترك في بغداد «أبلغنا بأنه أخذ على عاتقه الاهتمام بهذا الملف، وأن طيران التحالف الدولي أقدم على تدمير غالبية مخازن الأسلحة الكيماوية للتنظيم قبل انطلاق معركة الموصل بأسابيع». وأشار الضابط إلى أن معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مخازن أسلحة كيماوية في الجانب الغربي من الموصل، خصوصاً في معمل الأدوية. إلا أن قوات التحالف الدولي أكدت أنها دمرته نهاية العام الماضي ثم زوّدت قوات الجيش العراقي و «البيشمركة» أقنعة مضادة للأسلحة الكيماوية، والتي تم توزيعها بالفعل على محاور القتال، على رغم محدوديتها. وقالت افين ياسين، مسؤولة فرع أربيل للمنظمة «إننا ندين وبشدة استخدام أسلحة كيماوية خلال الصراعات العسكرية في محيط الموصل»، مؤكدة أن «المستشفى استقبل قبل يومين خمسة أطفال وامرأتين لإصابتهم بجروح ناجمة عن أسلحة كيماوية، مثل احمرار العينين والحساسية والطفح الجلدي». وكانت قاعدة القيارة في جنوب الموصل تعرضت في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى قذيفة قال عنها مستشارون أميركيون إنها كانت تحتوي مواد كيماوية سامة. وقال حينها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن «التقديرات الأولية تشير إلى أن القذيفة الكيماوية التي أطلقها داعش على قاعدة القيارة العسكرية جنوب الموصل كانت تحتوي على غاز الخردل». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية عراقية إن «داعش» شن هجوماً مضاداً على حي «الجوسق» الذي استعادته قوات الجيش قبل يومين غرب المدينة، وأوضحت أن مسلحي التنظيم قصفوا المنطقة بأكثر من 19 قذيفة هاون أوقعت خسائر في صفوف المدنيين المحاصرين. وأضافت أن التنظيم هاجم حي الطيران بخمس سيارات مفخخة، لكن قوات التدخل السريع استطاعت تدميرها قبل أن تصل إلى أهدافها، فيما تمت معالجه ثلاث عجلات مفخخة على الجسر الرابع الذي استعادته القوات الحكومية الأسبوع الماضي. وأعلن قائد قوات الرد السريع اللواء ثامر إسماعيل أمس، قتل أكثر من 35 عنصراً من «داعش» وتدمير ست عجلات مفخخة في مناطق متفرقة من غرب الموصل، مؤكداً أن سوء الأحوال الجوية أجبر القطعات العسكرية على إعادة تنظيم وترتيب وتفتيش المناطق المحررة. وقال قائد عمليات الفرقة الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء سامي العارضي إن قوات الأمن تحاصر منطقتي الصمود والمنصور، مشيراً إلى توقف موقت للعمليات بسبب سوء الأحوال الجوية بعد يوم على استعادة منطقة وادي حجر. وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أنها تعرضت لهجوم شنه «داعش» على قطعاتها العسكرية غرب الموصل، وأوضحت أن اللواء 30 صد الهجوم وكبد التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في قرية القبة شمال غربي الموصل.