الشخصية هي مجموعة من الصفات والمشاعر والسلوكيات والأفكار والطباع التي تختلف من شخص إلى آخر، لكن يسودها عامل المرونة، وفي هذه الحال يقال إن الشخصية طبيعية. لكن قد تطغى على الشخصية بعض الصفات السلبية التي تحرف صاحبها عن المسار الطبيعي، فيقال وقتها إنها شخصية غير طبيعية بسبب عدم المرونة واللامبالاة، ما يخلق صعوبات جدية على صعيد الحياة الاجتماعية والمهنية والدراسية. ويشيع اضطراب الشخصية بين الفتيات والشابات الذين يتعرضون لظروف ضاغطة لا يجدون مخرجاً مناسباً لها. وتبدأ ملامح اضطراب الشخصية بالظهور في فترة المراهقة لتستمر في مرحلة البلوغ، لكنها تكون أقل وضوحاً في مرحلتي منتصف العمر والشيخوخة. ويصنف مرضى اضطراب الشخصية إلى أنواع، فهناك المريض الهستيري، والمريض الفصامي، والمريض الوسواسي، والمريض الاتكالي، والمريض الانطوائي، والمريض النرجسي، والمريض العدائي، والمريض الزوري، والشخصية الحدية، والشخصية الانهزامية. ويمكن مشاهدة أنواع من الشخصيات في الشخص الواحد، وغالباً ما يرجع السبب هنا إلى عامل الإساءة في فترة الطفولة، أو نتيجة العيش في بيئة اجتماعية مختلة، أو بسبب الظروف الضاغطة التي تتجاوز قدرة الشخص على تحملها. ويحتاج مرضى اضطرابات الشخصية إلى المشورة النفسية المدعومة أحياناً بالأدوية من أجل تصحيح المشكلة. وعلى المعالج أن يحاول تأسيس علاقة موجهة نفسياً بحيث يقبل المريض النصيحة ويتقبل خطوط العلاج المقترحة المبنية على التوضيح المبسط والمقنع. ويجب التركيز خلال العلاج على المشاعر أكثر منه على الأفكار، وكسب الثقة بشكل أكبر، بعيداً عن الشعور العدائي الذي يمكنه أن يجعل المريض يدور في حلقة مفرغة.