حذر استشاري نفسي من أن عدم العدل في المعاملة والتربية بين الأبناء قد ينمي لديهم سمات الشخصية "البرانودية" أو الشكّاكة، مشيراً إلى أن ما نسبته 33% من أساليب التربية والتنشئة الأسرية والاجتماعية التي تسيطر عليها أجواء الغيرة والحقد بسبب التمييز والتفرقة في المعاملة بين الأبناء كانت السبب في ظهور هذا النمط من الشخصية المضطربة. وكشف الدكتور ضياء الدين عادل، استشاري العلاج النفسي بمركز مطمئنة الطبي بالرياض، عضو جمعية علم النفس الأمريكية والجمعية البريطانية للإرشاد النفسي أن هذه الشخصية، التي تمثل ما نسبته 33% في المجتمع بحسب إحصائيات جمعية علم النفس الأمريكية، تميل إلى الشك في ذاتها وغيرها، وإصدار الأحكام المسبقة على المحيطين وعدم الثقة بهم، ورفض تحمل المسؤولية أو اللوم والنقد، وإلقاء هذه المسؤولية باستمرار على الغير، بالإضافة إلى عدم الثبات الانفعالي والحساسية المفرطة والغضب دون مبرر جوهري، ولديها حساسية لتعابير الوجه، كما تظهر عليها سمات العدائية والتحيز والذاتية واللاموضوعية.
وألمح "عادل" إلى أنه من سمات نمط "الشخصية الدرامية" يمكن أن تتصف بها بعض الناشطات اللاتي أطلقن على مواقع التواصل الاجتماعي "حملة 26 أكتوبر" لمنح المرأة الحق في قيادة السيارة، مشيراً إلى أن هذه الشخصية التي تشيع بشكل أكبر بين النساء تمثل ما نسبته 36% في المجتمع، بحسب إحصاءات جمعية علم النفس الأمريكية، وتميل إلى المبالغة في الاستجابة الانفعالية والسلوكية للمواقف الاجتماعية المختلفة، بالإضافة للميل إلى المبالغة في تضخيم الأمور وردة الفعل وجذب الانتباه بشكل انفعالي، كما قد تتسم ببعض السمات الهستيرية، مشيراً إلى أن التطور المرضي لهذه الشخصية قد يؤدي إلى احتمالية الإصابة بالاضطرابات الهستيرية، مقترحاً في هذا الصدد تجاهلها، وعدم إطالة فترة الحديث معها، وتكليفها بأعمال مع أشخاص يحسنون إدارة الوقت.
وأوضح أنه يمكن ملاحظة نمط شخصية الإنسان وسماته النفسية التي يتميز بها عن غيره من خلال معايشته في مواقف متعددة خلال مدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أنه في حالة حدوث اضطرابات في الشخصية لدى أي فرد منا تستمر لمدة ثلاثة أشهر، وقد تؤثر على أدائه الوظيفي والعملي وحياته الزوجية والأسرية والاجتماعية، فيفضل وقتها طلب الاستشارة والعلاج لدى المختصين.
وتطرق "عادل" خلال دورته "فهم الشخصيات في بيئة العمل" التي قدمها بمركز "مطمئنة" الطبي بالرياض، يوم الخميس الماضي، إلى شرح أصل كلمة شخصية، وتعريف أنماط الشخصية السوية مقابل المرضية، ومرحلة الكمون والنضج ونظرية الحاجة ل"موراي"، وفهم خصائص أنماط الشخصية، مثل الشخصية الحدية والشخصية المضادة للمجتمع والنرجسية والهستيرية والفصامية.