في خطوة لافتة، زار الرئيس بشار الأسد امس الدوحة زيارة خاطفة استمرت ساعات، وأجرى محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بحضور رئيس الوزراء، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. وأعلن رسمياً أن المحادثات التي حضرها عدد من الوزراء القطريين شهدت «استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». كما أقام أمير قطر مأدبة غداء تكريماً للرئيس السوري. وتؤشر زيارة الأسد المفاجئة التي لم يعلن عنها كغيرها من زيارات سابقة اتخذت الطابع نفسه، والتي جاءت بعد ايام قليلة من زيارة الرئيس حسني مبارك لقطر، الى «مستوى التنسيق السياسي الرفيع بين القيادتين القطرية والسورية». ويعتقد أن المحادثات تناولت ملف الاوضاع في لبنان في ضوء الدور السوري والسعودي الهادف الى تهدئة الأوضاع. ووصف مراقبون زيارة الرئيس السوري التي تناولت قضايا الساعة بأنها «مهمة في هذا التوقيت الذي ترتفع فيه سخونة الأوضاع في لبنان»، كما يشهد الحال جموداً في مسيرة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في ضوء الممارسات الاستيطانية. ولفتت المصادر الى أن زيارة الأسد تجيء عشية عقد لجنة المبادرة العربية في القاهرة والتي يرأسها رئيس الوزراء القطري، ما يؤشر الى أن المحادثات تناولت الوضع الفلسطيني. ويشمل ذلك بحسب المراقبين مسألة المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس». وكان رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل زار الدوحة قبل أيام عقب زيارة الرئيس المصري للدوحة، والتقى أمير قطر وبحث معه في الوضع الفلسطيني ومسيرة المفاوضات وقضية المصالحة الفلسطينية ومساراتها. وتوقعت المصادر أيضاً أن تكون المحادثات بين الشيخ حمد وبشار تطرقت الى ملف العلاقات المصرية - السورية، خصوصاً أن زيارة مبارك للدوحة فتحت صفحة جديدة في علاقات البلدين، ما يؤهل الدوحة للعب دور حيوي في تحسين العلاقت المصرية - السورية. وفي خطوة لافتة ايضاً، زار الدوحة أمس أيضاً وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ونقل رسالة شفوية الى أمير قطر من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بحضور رئيس الوزراء القطري والقائم بأعمال السفارة البحرينية بالإنابة عبدالله ربيعة سعيد ربيعة. وذكر أن الرسالة «تتصل بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك». وقال مصدر ل «الحياة» إن زيارة وزير الخارجية البحريني تهدف الى «دعم العلاقات».