يشيع اليوم النائب اللبناني السابق سمير فرنجية في كنيسة مار مارون في بيروت ليوارى بعد ذلك في ثرى مسقطه إهدن. وغصّ منزله ليل أول من أمس بالمعزين وأبرزهم رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط. ودعا «تيار المستقبل» الى اوسع مشاركة في التشييع. ونعت السفارة الفرنسية «المفكر الفذ الذي فقد لبنان بغيابه شخصية كبيرة عرفت تمام المعرفة كيف تنخرط في خدمة بلدها وتركت بصماتها على تاريخ البلد المعاصر. وكان رجل سلام عمل طوال حياته من أجل الحوار والتلاقي والمصالحة بين اللبنانيين. وكان من كبار رجالات لبنان الوطنيين وصديقاً عزيزاً لفرنسا». ولاحقاً أعرب الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي رومان نادال في مؤتمر صحافي عن حزنه «لوفاة المفكر والنائب السابق والوجه البارز في معركة استقلال لبنان وحريته». وقال: «عمل طوال حياته، وهو صانع للسلام، من أجل تجمع اللبنانيين والمصالحة. وتكلل التزامه بوسام جوقة الشرف من رتبة كوموندور عام 2016. ومن خلال سمير فرنجية نحيي أيضاً النموذج اللبناني في التسامح والتعايش. كان رجلاً وطنياً كبيراً وصديقاً لفرنسا. نحيي ذكراه ونعرب لجميع أفراد عائلته وكذلك للسلطات اللبنانية وللشعب اللبناني عن تعازينا الصادقة جداً». وكان الحريري نعاه رمزاً «من رموز ثورة الأرز وانتفاضة 14 آذار المجيدة، التي كان لها الدور الأساس في إنهاء فترة الوصاية السورية على لبنان، والرد على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبقي أمينا ووفياً على مبادئ ثورة الأرز ومرتكزاتها، على رغم كل التحديات والمخاطر، ولم يبدّل نهجه وتمسكه بالسيادة والاستقلال والعيش المشترك، حتى الرمق الأخير من حياته». وقال الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «نفتقد ابن البيت الوطني وصاحب الفكر النيّر والرؤية الثاقبة، الذي دافع عن غنى التجربة اللبنانية وتميز دائماً باحترام الرأي الآخر وتقديره». وقال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة: «خسر لبنان والعالم العربي اليوم مفكراً ومناضلاً وملهماً قل نظيره، من أوائل المناضلين ضد الاستبداد والمدافعين عن قيم الحرية والسيادة والاستقلال اللبناني، وعن صيغة العيش المشترك وفكرة المواطنة وقيم الاعتدال والانفتاح. حمل لواء اتفاق الطائف الذي انبثق منه الدستور وكان في طليعة المدافعين عنه باعتباره التسوية التاريخية التي أعادت صوغ الميثاق الوطني واحتضنتها في نصوص الدستور». وودع جنبلاط الراحل قائلاً عبر «تويتر»: «وداعاً يا سمير. وداعاً يا أحلى رفيق وصديق. وداعاً يا فارس السلام والمحبة والحوار. وداعاً يا ركن ثورة الأرز». ونعت الهيئة المركزية في «14 آذار- مستمرون» الراحل «المؤمن عن اقتناع راسخ بحق الإنسان اللبناني بحياة حرة وكريمة، لم ييأس في يوم من الأيام في مواجهة الشدائد والصعاب، وكان دائماً صاحب مبادرات سلمية وسيادية وإنسانية وحوارية وعقلانية». كما نعته «رابطة أصدقاء كمال جنبلاط» ورئيس «جمعية أعضاء جوقة الشرف» في لبنان ميشال الخوري الذي اعتبر أن «لبنان خسر صوتاً قيماً طالما دافع عنه وعن وجوده كما نريده جميعاً، وطناً نهائياً لجميع أبنائه، وطن الحضارة والقيم والتسامح، والعيش المشترك والمواطنية الصادقة». ونعت «حركة التجدد الديموقراطي» في بيان «المفكر والمناضل الوطني الكبير، الذي عرفناه شريك نضال ورفيق درب دؤوب طيلة أربعة عقود كان لسمير فيها مساهمة جوهرية في التقاط اللحظة السياسية وشجاعة البوح بمتحولاتها وصوغ الموقف الوطني حيالها مع كل ما يقتضيه الأمر من تحمل للمسؤولية». ولفت إلى أن ل «مؤسس حركة التجدد الراحل نسيب لحود ورفاقه أجمعين علاقة ود وشراكة فكرية وسياسية مع فرنجية عبرت عن نفسها في أبرز محطات السنوات الماضية، من التأسيس لاتفاق الطائف، إلى النضال من أجل حماية الحريات وتعزيز النظام الديموقراطي في وجه الوصاية السورية، إلى تعبئة الطاقات وهندسة التحالفات المؤطرة لها والمعبرة دائماً عن نصاب وطني ورؤية وطنية جامعة». وخلصت إلى «أن سر سمير فرنجية يكمن في إدراكه العميق المزدوج لمعنى لبنان ومعدنه ولضرورات الحوار الدائم والتطوير الدائم للصيغة اللبنانية. هو يرحل ويترك خلفه إرثا فكرياً وسياسياً لا يضاهى ولا ينسى، ولبنان يمر في أخطر أزماته الوجودية منذ الحرب».