واصل النفط الخام ارتفاعه فوق 55 دولاراً للبرميل أمس مدعوماً بإغلاق جديد لأكبر حقول ليبيا، وتصاعد التوتر بسبب سورية بعد الهجوم الصاروخي الأميركي، في حين أكد وزير النفط الكويتي عصام المرزوق نسبة الالتزام العالية باتفاق «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) لخفض الإنتاج. وقال مصدر نفطي ليبي ومهندس في حقل الشرارة، إن الإنتاج في الحقل توقف بعدما عطلت مجموعة غير معروفة خط أنابيب يربطه بمرفأ الزاوية النفطي، عقب أسبوع واحد من تعطل مماثل. وكان إنتاج الحقل ارتفع إلى 213 ألف برميل يومياً أول من أمس (الأحد)، قبل أن يتوقف في اليوم نفسه. وقال مصدر إن المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت حالة القوة القاهرة في تحميلات خام الشرارة من مرفأ الزاوية. وارتفع مزيج برنت الخام 42 سنتاً إلى 55.66 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي 33 سنتاً إلى52.57 دولار للبرميل. وصعد النفط مع تنامي التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تضخّ أكثر من ربع إنتاج النفط العالمي. إلى ذلك، قال المرزوق ل «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) حول الاتفاق بين «أوبك» وبلدان غير أعضاء لخفض الإنتاج: «قطعنا حتى الآن نصف المدة المتفق عليها وفق الاتفاق»، مؤكداً أن «النتائج التي توصلت إليها لجنة خفض إنتاج النفط حتى الآن مطمئنة جداً وتبشّر بالخير من جهة التزام غالبية الدول المشاركة». واعتبر أن نسبة التزام الدول المشاركة في الاتفاق لكانون الثاني (يناير) الماضي بلغت 87 في المئة، في حين بلغت هذه النسبة 94 في المئة في شباط (فبراير)»، مشيراً إلى أن «هذه نسب تاريخية لم تشهدها أسواق النفط من قبل، ودليل على رغبة الدول في المساهمة في إعادة التوازن إلى الأسواق». وتوقع المرزوق استمرار الانخفاض والتحسن في وضع السوق خلال الأشهر المقبلة، لافتاً إلى توقعه بأن تكون نسبة الالتزام في شهر آذار (مارس) الماضي أعلى، مشيراً إلى وجود «بوادر ومؤشرات إيجابية لذلك». وعن توقعاته بالنسبة لأسعار النفط في الأشهر المقبلة، قال: «يصعب توقع مستوى معين، إذ توجد عوامل كثيرة خارجة عن إرادتنا تؤثر في مستويات الأسعار منها العوامل الجيوسياسية والمضاربات». إلى ذلك، أفادت مصادر في قطاع الشحن بأن خط الأنابيب الذي ينقل النفط من كردستان العراق إلى ميناء جيهان التركي سيخضع لأعمال صيانة مجدولة بدأت أمس، وتستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام على الأقل. ويضخ خط الأنابيب في الظروف العادية بين 500 ألف و600 ألف برميل يومياً. وقالت مصادر إن شركة «بتروناس» الماليزية طرحت حصة تقدر قيمتها ببليون دولار في مشروع محلي لإنتاج الغاز، على مشترين محتملين من بينهم «رويال داتش» و«شل» و«إكسون موبيل» و«بي تي تي» للتنقيب والإنتاج التايلاندية وشركات يابانية. وفي حال نجاح الصفقة، ستكون الأكبر لبيع حصة في أنشطة «بتروناس» للتنقيب والإنتاج منذ بدء تراجع أسعار النفط قبل ما يزيد على عامين. وتستهدف «بتروناس» خفض نفقات التشغيل والوظائف وتأجيل مشاريع بما يساهم في تخطي حقبة أسعار النفط المنخفضة. وأعلنت وزارة الطاقة ومصدر في الجزائر أمس، إن وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة سيسعى إلى جذب مزيد من الاستثمارات من دول الاتحاد الأوروبي، وسيناقش تجديد عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز مع أعضاء الاتحاد خلال مباحثات تعقد في بروكسل هذا الأسبوع. ومن المقرر أن تنتهي غالبية عقود الجزائر الطويلة الأجل لتصدير الغاز مع الدول الأوروبية بين عامي 2018 و2019، في الوقت الذي يواجه فيه البلد المنتج للنفط والغاز انخفاضاً في أسعار الخام التي تراجعت من فوق 100 دولار للبرميل في منتصف 2014 إلى 55 دولاراً حالياً. ولفتت الوزارة إلى أن بوطرفة سيجتمع مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة ميغيل آرياس كانيتي هذا الأسبوع، لتسهيل وتعزيز الاستثمارات الأوروبية في القطاعات التي تشمل الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. وقال مصدر مطلع لوكالة «رويترز» إن عقود الغاز الطويلة الأجل أيضاً ستكون من ضمن جدول المباحثات.