رويترز - قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، أمس إن «الشركة» مستمرة في تفقد بورصات خارجية من بينها نيويورك وهونغ كونغ ولندن استعداداً لإدراج جزئي ل«أرامكو» في 2018. وقال الناصر للصحافيين على هامش مؤتمر في دبي «هذا الأمر (الإدراج) سيحدث في 2018». وأضاف أن الشركة الحكومية تعمل مع الشركاء الصينيين للبحث عن مواقع لتخزين النفط، وترغب في تعزيز معدلات استخراج الخام إلى 70 في المئة في مقابل ما يراوح بين 50 و55 في المئة حالياً. وأوضح، أن سوق النفط تعافت ولكن لا تزال ضعيفة وستظل متقلبة في الأجل القريب. وأضاف أن السوق أثبتت أن الشركات التي تتمتع بقوة في عمليات أنشطة المصب في موقف أفضل. وأشار الناصر خلال مشاركته في المؤتمر التقني السنوي لجمعية مهندسي البترول، الذي يعقد في مركز دبي التجاري العالمي: «سيستمر الزيت والغاز خلال السنوات المقبلة في تلبية الطلب على الطاقة، وستبقى المكانة المحورية للنفط قوية بخاصة في مجال النقل الثقيل ولقيم البتروكيماويات، ومما يعزز هذه المكانة المحورية هو أن مصادر الطاقة البديلة، مثل: مصادر الطاقة المتجددة، والتقنيات التي ظهرت حديثاً كالسيارات الكهربائية وخلايا الوقود، لا يزال أمامها تحديات فنية واقتصادية في البنية الأساسية». وأضاف في سياق كلمة رئيسة ألقاها خلال المؤتمر بعنوان «التصور الجديد لقطاع التنقيب والإنتاج: نموذج عمل جديد لعصر جديد»: «إذا نظرنا في ظل هذه الظروف إلى أعمال هذا القطاع ونموذجه التشغيلي حالياً وسألنا ما إذا كانا يرتقيان لمستوى المهمات المقبلة فإنني سأجيب لا». واقترح الناصر خطة عمل متكاملة من أربعة محاور يمكنها أن تجدد قطاع التنقيب والإنتاج لمواجهة التحولات في الطاقة والتوجهات البيئية والتنظيمية والتعقيد المتصاعد في الأعمال والعوامل الأخرى الفاعلة، وهي: المرونة، والتقنية، والكفاءات، والتعاون. وقال: «إن المحور الأول والأكثر تحدّياً والمتمثل في المرونة يتطلب من الأطراف المؤثرة في القطاع امتلاك قدرة مالية قوية لتجاوز الفترات الصعبة، والحفاظ في الوقت ذاته على استثمارات طويلة الأمد لبناء قدرة جديدة، وإبقاء التقنية على المسار الصحيح. وهنا يأتي دور الكفاءة والكلفة التنافسية. وبالنظر إلى إجراءات الأعمال في قطاع التنقيب والإنتاج العالمي، فإننا نرى أموراً يمكن إنجازها بشكل أفضل وبكلفة أقل من دون المساس بالسلامة أو البيئة، ولكن تحقيق ذلك يتطلب تطوير نموذج عمل جديد. وتعتبر الاستثمارات المستمرة التي تدفع عجلة الكفاءة وتقلل الكلفة إلى جانب الإمدادات الموثوقة والمستدامة للطاقة بشكل أفضل من العناصر المهمة لنجاح هذا القطاع مستقبلاً». والمحور الثاني من الخطة التي طرحها في حديثه حول تطوير قطاع التنقيب والإنتاج العالمي والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بمحور المرونة، هو التقنية، إذ أوضح أن الأبحاث والتطوير إضافة إلى القدرات الابتكارية التي تضطلع بها الأطراف المؤثرة في قطاع التنقيب والإنتاج لطالما كانت القوة المحركة لهذا القطاع. وقال: «من الواضح أن الابتكار لا يمكن أن يتوقف، ولكن علينا أن نعجل وتيرته، وأرامكو السعودية تفعل ذلك تماماً في إطار أهدافها الاستراتيجية». أما في المحورين الآخرين من خطة تطوير هذا القطاع، وهما الكفاءات، والتعاون، أشار إلى أن الاستثمار في التقنية والأبحاث لتذليل صعوبات التنقيب والإنتاج الكبيرة تستدعي أيضاً الاستثمار في العنصر البشري الذي سيطور هذه الأدوات ويستخدمها، لافتاً إلى أن ضعف الاهتمام بالتوظيف والتطوير والكفاءات المميزة خلال دورة الركود، سيعود كشبح يطارد الأطراف المؤثرة في قطاع التنقيب والإنتاج على المدى البعيد. وقال: «إنه بفضل التقنية فإن الخبرات الوظيفية العميقة في الماضي أفسحت الطريق للمهارات المتعددة الاختصاصات لمواجهة التحديات في مختلف التخصصات المتشابكة». إلى ذلك استقرت أسعار النفط الخام أمس مع تجمع كبار منتجي النفط حول العالم في الجزائر، للبحث في دعم السوق. ونزل سعر الخام نحو خمسة في المئة الأسبوع الماضي، وسط مؤشرات إلى عدم تحقيق السعودية وإيران تقدماً يذكر في التوصل لاتفاق مبدئي على تجميد الإنتاج. ويجتمع أعضاء منظمة «أوبك» في شكل غير رسمي، على هامش المنتدى الدولي للطاقة في الجزائر، اليوم وغداً حيث يناقشون اتفاقاً محتملاً لتثبيت الإنتاج. وأمس نزلت أسعار التعاقدات الآجلة لخام «برنت» سنتين إلى 45.87 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات إلى 44.55 دولار للبرميل. وقال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة في الجزائر أول من أمس: «لن نخرج من الاجتماع صفر اليدين». وحذر الرئيس التنفيذي ل «أرامكو السعودية» أمين الناصر من أن سوق النفط لا تزال ضعيفة وستظل تشهد تقلبات في المستقبل القريب. وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن الاجتماع غير الرسمي لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، المخطط انعقاده على هامش منتدى الطاقة الدولي بالجزائر، هو اجتماع «تشاوري» فقط وأن توقعات ما سيسفر عنه متواضعة. وأضاف أن «المحادثات بين أعضاء أوبك (في الجزائر) يمكن أن تستغل المؤتمر الوزاري لأوبك في فيينا خلال تشرين الثاني (نوفمبر)». وشدد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في رسالة على موقع «تويتر» على أن سوق النفط تستعيد توازنها، لكن «زيادة بعض المنتجين إنتاجهم قبل الوقت المناسب» أدت إلى تأخر تعافيها. وقال أن دول الخليج تبذل جهوداً في «أوبك» بهدف «تجميع الآراء وتوحيد الصف لمساعدة السوق البترولية على التعافي المبكر». وأضاف: «لم تفوت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية فرصة إلا وأكدت دعمها للمشاركة فيها شرط التزام باقي الأعضاء». ودعا «كل الدول إلى تحمل المسؤولية والمشاركة في أي جهد تتفق عليه المنظمة لخدمة استقرار السوق». إلوقال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «بيكر هيوز» مارتن كريغهيد، في المؤتمر، أنه يتوقع بقاء أسعار النفط منخفضة لمدة طويلة. وشدد الرئيس التنفيذي ل «شلومبرغر» بال كيبسغارد على أنه سيتعين البدء في زيادة الاستثمار في التنقيب والإنتاج قريباً، للمساعدة في إعادة التوازن لسوق النفط العالمية. وأعلنت «روسنفت»، أكبر شركة منتجة للخام في روسيا، أنها تقدر تكلفة إنتاج الخام الصعب الاستخراج بما يتراوح بين 10 دولارات و35 دولاراً للبرميل، ما يجعل لتطوير الحقول في بيئة التسعير الحالية جدوى اقتصادية. وفي رد أرسلته لوكالة «رويترز» عبر البريد الإلكتروني، توقعت الشركة ارتفاع نسبة مثل هذا الإنتاج النفطي إلى 11 في المئة من إجمالي حجم إنتاج الشركة بحلول 2020، مقارنة بسبعة في المئة حالياً. وقال الناطق باسم «شركة الخليج العربي للنفط» (أجوكو) الليبية عمران الزوي أن الشركة رفعت إنتاجها إلى 261 ألف برميل يومياً، بزيادة مقدارها 50 ألف برميل يومياً عن حجم الإنتاج في الأسبوع الماضي. وتزيد «أجوكو» التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط العاملة في شرق ليبيا إنتاجها منذ أن سيطرت قوات موالية للقائد خليفة حفتر على مرافئ النفط التي كانت محاصرة في وقت سابق من هذا الشهر وأعلنت المؤسسة أنها ستعيد فتح تلك المرافئ للتصدير.