يُعتبر المهرجان الدولي للواحات في توزور من أهم التظاهرات الثقافيّة الدوليّة ورافداً من روافد تنمية السياحة الصحراويّة في تونس. ويُعدّ من أعرق المهرجانات في الجنوب التونسي، حيث شهدت منطقة الجريد انطلاقته تحت اسم «مهرجان النخلة» عام 1938 ليصور حياة هذه الربوع، ويجسد عاداتها وتقاليدها ويبرز خصوصيّاتها. لكن المهرجان توقف بسبب الحرب العالميّة الثانية، وإثر استقلال تونس عاد إلى نشاطه في نهاية عام 1958. ثم أصبح مهرجان النخلة يتأرجح بين الظهور والاحتجاب ليعود عام 1967 إلى سالف نشاطه، وتوقف مرة أخرى عن النشاط ليعود إلى الظهور خلال السبعينات كمهرجان محلي فإقليمي ثم دوليّ عام 1990 تحت اسم «المهرجان الدولي للواحات» ذو أبعاد ثقافيّة وسياحيّة واقتصاديّة. وينظّم سنوياً تزامناً مع جني التمور في كانون الأول (ديسمبر)، وهو موسم السياحة الصحراويّة. وسجل المهرجان خلال دوراته الماضية مشاركة الكثير من الدول العربيّة منها الجزائر وليبيا والمغرب ومصر والكويت. أما الأجنبيّة منها فهي فرنسا وروسيا والصين واليابان وإسبانيا. وتزامناً مع احتفال تونس بالسنة الدولية للشباب، تنطلق الدورة الجديدة من المهرجان الدولي للواحات في توزور الجمعة 24 كانون الأول (ديسمبر) الحالي بعرض «بوسعديّة» وهو مشهد احتفالي يجسّد تلقائية الاستقبال وزخرف الفضاء في إيقاعات معطّر بالأصالة والانفتاح، مع لوحة تؤثثها الدّمى العملاقة والحركات البهلوانية على إيقاعات «أبواب المدينة» و «البنقة» و «الدنقة» وأنغام الماجورات، انطلاقاً من ساحة سيدي عبيد وصولاً إلى المركب الثقافي الشابي توزور. ويتخلل المهرجان معرض الصناعات التقليدية الذي ينظمه الديوان الوطني للصناعات التقليدية والمندوبية الجهوية للصناعات التقليدية في توزور في المنطقة السياحيّة. إضافة الى معرض شخصيات تاريخية للرسام علي برقاوي بروضة الشابي، ومعرض الصور الفوتوغرافية. أما حفلة الافتتاح الرسمية فستكون في شارع البيئة وهو عبارة عن عرض احتفاليّ مُهدى إلى روح شاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابي، ويحمل عنوان «أو القاسم الشابي، الطموح والإرادة». ويشرف عليه وزير السياحة سليم التلاتلي. ويعتبر المنظمون، بحسب ما جاء في الملصق الترويجي، أن «أبو القاسم الشابّي شاعر تونس الكبير، منه نستمدّ طموح الشباب وإرادة الفعل ونحت الكيان». وهو المحور الذي ستدور في فلكه مشاهد إبداعيّة احتفاليّة، يساهم في تجسيدها ألف مشارك بينهم شباب ونساء، شعراء وفرسان، مسرحيون وموسيقيون في لوحة زاهية الألوان متناغمة الحركات والإيقاعات تعود بالمتفرج إلى بيئة الجريد في مجالسه الأدبيّة وعطاءاته الفكريّة.