دعا زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار الاتحاد الأفريقي أمس، إلى البدء فوراً في تحديد منبر سياسي جديد يضم الأحزاب والأطياف السياسية للتفاوض حول تسوية سياسية تنهي الصراع. وشدد مشار على أهمية وقف الأعمال العدائية لتهيئة الأجواء من أجل إجراء مفاوضات تعزز السلام وتنهي الحرب في بلاده، مشيراً إلى أن اللقاء الذي أجراه أخيراً في جنوب أفريقيا مع رئيس لجنة رصد وتقييم اتفاقية السلام في دولة جنوب السودان فستوس موقاي ركز على عملية السلام ودور الاتحاد الأفريقي فيها خلال الفترة المقبلة والملفات المتعلقة بكيفية التعامل مع المبادرات المطروحة لإيجاد حل سياسي للأزمة. وأعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن وقف للنار من جانب واحد منذ أسابيع، كما دعا في الوقت ذاته إلى إجراء حوار وطني شامل. إلى ذلك، كشفت مصادر رفيعة عن إجتماع ضمّ المعارضة السلمية في جنوب السودان إلى الرئيس الأوغندي يوري موسفيني في العاصمة الأوغندية كمبالا. وهدفت الخطوة إلى مناقشة مبادرة سياسية ترمي إلى توحيد فصائل المعارضة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في جنوب السودان. وضم الوفد قياديين من المعارضة السلمية وهم ربيكا قرنق، كوستي مانيبي، اوياي دينق، مجاك داقوت وعاطف كير. وذكرت مصادر المعارضة إن الرئيس الأوغندي طلب لقاء المعارضة السلمية من أجل طرح مبادرته عليهم بعد أن شهدت الفترة الماضية اتصالات مكثفة بين أوغندا وأطراف المعارضة. وأشارت مصادر ذاتها إلى أن اللقاء عُقد في القصر الرئاسي في عينتبي وناقش الطرفان خلاله مبادرة موسفيني من أجل توحيد الفصائل، بما فيها مجموعة مشار. وأضافت أن موسفيني قال إنه يسعى بمبادرته إلى إنقاذ جنوب السودان من التفكك، وانتقد فشل قيادة حزب الحركة الشعبية الحاكم، وخذلانها تطلعات شعبها «ليس فقط شعب الجنوب وإنما الشعب الأفريقي». واتفق الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي مع المسؤولين في الخرطوم أمس، على عقد جولة جديدة من المحادثات مع متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» لتسوية النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويزور مبيكي الخرطوم لإنعاش عملية السلام المتوقفة منذ 6 أشهر عندما اختلف الطرفان حول ملف المساعدات الإنسانية إذ طالب المتمردون بنقل 20 في المئة من المساعدات عبر قاعدة أصوصا الإثيوبية الأمر الذي رفضته الحكومة، كما رفض المتمردون اقتراحاً أميركياً بتولي «هيئة المعونة الأميركية» نقل المساعدات. وأجرى مبيكي مشاورات أمس، مع مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود الذي يرأس الفريق الحكومي للمحادثات مع المتمردين. وصرح محمود للصحافيين بعد اللقاء أنه ناقش ومبيكي استئناف التفاوض خلال نيسان (أبريل) الجاري، لتنفيذ خريطة الطريق الأفريقية التي وقعها الجانبان، معرباً عن أمله في أن يبدي الطرف الآخر مرونةً تمكّن من تحقيق اختراق يقود إلى السلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال عضو فريق الحكومة المفاوض أمين حسن عمر إن «الحكومة ستتفاوض مع الطرف الذي يستطيع تنفيذ أي اتفاق يمكن أن يتم التوصل إليه»، في إشارة إلى خلافات داخل «الحركة الشعبية». وأكد عمر أن الوساطة الأفريقية لن تعتمد مطلب تقرير المصير الذي رفعه مجلس تحرير الحركة الشعبية إقليم جبال النوبة «وهو برلمان المتمردين في أجندة التفاوض لأنه خارج تفويض الاتحاد الأفريقي». واعتبر أن ما يحدث في «الحركة الشعبية» انقسام تام. وأضاف أن الحكومة تفضل التفاوض مع الحركة ككيان وحد، «ولكن إذا اختار الخط العسكري فمرحباً بانقسامها ألف مرة». وانتقد عمر بشدة الأمين العام للحركة الشعبية المقال ياسر عرمان، واتهمه باستخدام المفاوضات لتمرير أجندة ومطالب سياسية بعيدة عن ملف التفاوض. إلى ذلك، اعتذر رئيس حزب الأمة المعارض، رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، عن السفر إلى أميركا احتجاجاً على سياسات الرئيس دونالد ترامب بتقييد إجراءات الدخول على مواطني 6 دول من بينها السودان. وكان يُفترض أن يشارك المهدي في اجتماعات «نادي مدريد» لكنه بعث خطاباً إلى الأمين العام للنادي قال فيه: «بصفتي أحد الأشخاص الذين تستهدفهم السياسات الأميركية الجديدة، فإنني لست على استعداد للسفر في هذه الظروف غير المرحبة».