يصل الى الخرطوم الأحد، كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي في زيارة تستغرق أياماً بدعوة من الحكومة السودانية، لإنعاش جهود عقد طاولة حوار تجمع الفرقاء في البلاد واستئناف محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين لتسوية النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وينتظر ان يجري مبيكي مشاورات مع لجنة تجمع قوى الموالاة والمعارضة لتحضير الحوار الوطني، وإقناع القوى الرافضة للحوار، والحصول على ضمانات من الخرطوم في شأن مشاركة قادة الحركات المسلحة. وقال مسؤول في مكتب الاتحاد الأفريقي في الخرطوم ل «الحياة» إن مبيكي يسعى الى عقد لقاء تحضيري يجمع الحزب الحاكم مع قادة متمردي دارفور و»الحركة الشعبية - الشمال» في أديس أبابا، لتحديد مسار طاولة الحوار وتهيئة مناخ ملائم وضمانات لمشاركتهم في الاجتماع الذي يعقد بالخرطوم. واستقبت القوى الرافضة للمشاركة في طاولة الحوار وصول مبيكي بموقف موحد يطالب بإقرار الحريات ووقف الحرب وفتح ممرات انسانية وإطلاق المعتقلين والمحكومين السياسيين، واتهمت الحكومة بالمتاجرة بالحوار ومحاولة شراء الوقت. وقال صديق يوسف القيادي في تحالف المعارضة انه سلم مبيكي رسالة في وقت سابق تدعم قرار مجلس الأمن الأفريقي الرقم 456 في توفير مناخ الحوار وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، مشدداً على ضرورة ان يكون الهدف من الحوار تفكيك نظام الحزب الواحد وإصلاح ما دمرته الحرب ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. صيادون مصريون في غضون ذلك، تبدأ محكمة في مدينة بورتسودان الساحلية في شرق البلاد اليوم إعادة محاكمة 101 صياد مصري محتجز لدى السلطات السودانية، بتهمة التجسس واختراق المياه الإقليمية بعدما تراجعت عن إطلاقهم الأسبوع الماضي. وأوقفت السلطات السودانية الصيادين في نيسان (إبريل) الماضي بتهمة اختراق المياه الإقليمية، وحكم عليهم بالسجن ستة اشهر وغرامات مالية، وبعد تدخل القاهرة إفرج عنهم الخميس الماضي إلا أنه قبل عودتهم إلى مصر تم التحفظ عليهم مجدداً وإعادة محاكمتهم. الجنوب على صعيد آخر، تحدّثت تقارير امس عن خطة أميركية لحشد قوى دولية للتدخل في دولة جنوب السودان، في حال فشل الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار في توقيع اتفاق سلام بحلول 17 آب (أغسطس) المقبل، لكن الدول المجاورة للجنوب التي التقى الرئيس باراك اوباما قادتها في اديس أبابا الإثنين الماضي، تتحفظ عن ذلك وتعتبره مدخلاً للوصاية الدولية، وتقترح فرض عقوبات مشددة على الجهات التي تعرقل عملية السلام. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، دينغ ألور، إنّ لقاء أوباما مع دول الجوار الجنوبي، سيدفع بعملية التفاوض إلى الطريق الصحيح، و سيساعد في التوقيع على اتفاق سلام شامل ضمن المهلة المحددة، مشيراً الى أنّ مجموعة «المعتقلون السابقون» توصلت إلى تفاهمات عدّة مع مشار، ستدفع بعملية السلام، وزاد ان «مشار مستعد للوصول إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى».