أعلن العراق أمس، سقوط إحدى طائراته المروحية بنيران «داعش» في الجانب الأيمن للموصل، فيما واصلت قوات الأمن تقدمها داخل الأحياء السكنية، وكثفت وتيرة الغارات الجوية، على رغم التحذيرات من تزايد أعداد الضحايا المدنيين. ونعت «قيادة العمليات المشتركة» في بيان أمس، «اثنين من فرسان طيران الجيش الذين استشهدوا بعد أن سطرا ملحمة خلال إسنادهم رجال الشرطة الاتحادية في الساحل الأيمن، لقنوا خلالها عصابات داعش الإرهابية درساً في الشجاعة وقتلوا منهم ما يثلج الصدور». وأضاف: «تعرضت طائرتهم الهليكوبتر لنيران معادية وكبت في أرض المعركة في الجانب الأيسر». وقال قائد الحملة لاستعادة الموصل اللواء عبد الأمير يار الله في بيان أمس، إن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من استعادة حي اليرموك الثاني في الجانب الأيمن من المدينة، بعد ساعات على إعلانه «السيطرة على حي المغرب وإدامة التماس مع حيي الآبار والمطاحن». وأضاف إن «العمليات العسكرية تواجه صعوبة عكس ما كانت عليه في الجانب الأيسر، بسبب كثافة الأبنية وضيق الأزقة ووجود المدنيين، كما أن ما بقي من الأحياء غير المحررة ينظر إليه التنظيم كأهم معاقله وآخرها، ما يجعله يقاوم بشدة عبر شتى الأساليب». وأخفقت قوات «الشرطة الاتحادية في تحقيق مكاسب مؤثرة للسيطرة على المدينة القديمة، حيث جامع النوري الكبير الذي أعلن زعيم التنظيم من على منبره «دولة الخلافة»، وكذلك منارة الحدباء الأثرية الشهيرة، وهي تواجه مقاومة عنيفة وصعوبة في إحداث ثغرات في خطوط الصد لفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين المحاصرين في دائرة الاشتباك. وأشار شهود إلى «سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين في مناطق تحت سيطرة التنظيم جراء عمليات القصف، في أحياء الشفاء وقرب كنيسة العذراء، وحي الرفاعي»، في وقت ذكرت وسائل إعلام محلية نقلاً عن سكان قولهم إن «أكثر من 40 مدنياً قتلوا بقصف جوي استهدف منزلاً كان التنظيم يحتجزهم فيه في قرية الشهيد معيوف غرب ناحية بادوش»، وأكدوا أن «التنظيم اعتقل هؤلاء المدنيين بتهمة محاولتهم الفرار نحو المناطق المحررة». يأتي ذلك، مع تصعيد الطيران الحربي غاراته خلال الأيام الثلاثة الماضية على أهداف ثابتة ومتحركة بغية تسهيل تقدم القوات المهاجمة الذي تعثر بفعل ارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين واتهامات ب «خرق قواعد الاشتباك». وأفادت «خلية الإعلام الحربي» بأن «الضربات استهدفت مناطق الموصل القديمة وحي اليرموك، وأسفرت عن قتل العشرات من عناصر التنظيم وتدمير عجلات ومخازن أسلحة، فضلاً عن ضربات لأوكار الإرهابيين ومعامل تصنيع العبوات الناسفة والعربات المفخخة في قضاء تلعفر وناحية المحلبية التابعة للقضاء، وتم قتل اثنين من قيادات التنظيم وهما، نبهان أحمدي الملقب أبو مريم الشامي، وقتيبة كماش التركماني الملقب أبو هاج، وهو مسؤول تجنيد الانغماسيين». وأضافت في بيان آخر أن «ضربة جوية دمرت مقر كتيبة صقور الخلافة في حي 17 تموز وقتلت العديد من الإرهابيين، بينهم مجموعة من القادة الأجانب هم: محسن أحمد عوض الملقب أبو ريماس، وهو سعودي الجنسية، وعبد الرزاق الحمدون الملقب أبو هشام، وخالد أبو شرف (أسترالي) وعبدالله خالد الملقب أبو عائشة (فرنسي)». وفي المحور الغربي صدت قوات «الحشد الشعبي» هجوماً للدواعش حاول خلاله اقتحام قاطع عمليات اللواء الثامن بعملية انغماسية في منطقة الحضر، غرب الموصل، حيث «استخدم العدو ست عجلات من محورين, وتم تدمير ثلاث عجلات مفخخة وقتل أكثر من 30 إرهابياً، إضافة إلى إحباط هجوم بعربة مفخخة، جنوب غربي الموصل».