أعلن قادة ميدانيون خطة لإجلاء المدنيين من الموصل القديمة، تمهيداً لشن «هجوم نوعي» والسيطرة على أهم معاقل «داعش»، فيما بحث قائد «التحالف الدولي» الجنرال جوزف دانفورد ومستشار الرئيس دونالد ترامب، صهره جاريد كوشنر مع المسؤولين العراقيين في عقد «شراكة طويلة الأمد في مرحلة ما بعد القضاء على التنظيم». وزار قاعدة عسكرية اميركية قرب الموصل. لكن حركة تقدم القوات المهاجمة ما زالت بطيئة قرب منطقة جامع النوري الكبير الذي يحظى بأهمية رمزية لدى التنظيم لأنه شهد أول خطاب لزعيمه أبو بكر البغدادي حين أعلن «دولة الخلافة الإسلامية»، كما أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتعثر وسط أحياء المحور الغربي خوفاً من تزايد أعداد الضحايا المدنيين. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان إن العمل جارٍ «لفتح ممرات آمنة لسكان المدينة القديمة تمهيداً لشن عملية واسعة وحاسمة»، لافتاً إلى أن «قواتنا مستمرة في التقدم من ثلاثة محاور رئيسية بإسناد من الطائرات المسيرة والمدفعية وتستهدف دفاعات التنظيم الثابتة والمتحركة وتتجه ببطء نحو جامع النوري الكبير في محور المركز خشية استهداف المدنيين وعدم وجود إسناد جوي بسبب تداخل الأبنية وكثافتها، لذا تترجل قواتنا قرب المنازل القديمة لملاحقة ورصد الإرهابيين». وأشار إلى «قتل 17 داعشياً بينهم 3 قناصين من جنسيات روسية وليبية، وقتل آخرين أجانب أيضاً في اشتباكات بالقرب من جامع النوري الذي أقدم التنظيم على تفخيخه». إلى ذلك، أعلن قائد الفرقة الخامسة اللواء علي اللامي أن «الأيام المقبلة ستشهد تنفيذ خطة جديدة لشن هجمات نوعية مع مراعاة الحفاظ على أرواح المدنيين»، وزاد «نقوم الآن بتحصين ومسك خط الصد الذي يفصل بين منطقة الموصل الجديدة والمدينة القديمة، في إطار خطة لمنع داعش من استهداف المدنيين الفارين». وأكد ضابط آخر في جهاز مكافحة الإرهاب أمس، أن «نحو 90 عائلة فرّت من مناطق داعش في أحياء الحاوي والرفاعي والنجار صوب قطعاتنا، وتم إيوائها في المساجد والمدارس». في حين نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر عسكرية قولها إن «التنظيم أعدم إمام وخطيب جامع الحاوي و20 شاباً موصلياً بعد محاولتهم الفرار من مناطق سيطرته صوب المناطق المحررة». وأفاد «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» بأن «داعش ارتكب مجزرة دموية بإعدام 22 أسرة إثر محاولة 22 شاباً من منطقة المكاوي في الموصل القديمة الخروج من مناطق سيطرته بمساعدة مهرب سوري». وتتزامن هذه الأنباء مع إعلان منظمة الأممالمتحدة أمس تجاوز عدد النازحين ال300 ألف شخص منذ انطلاق الحملة العسكرية. وتسعى قوات جهاز مكافحة الإرهاب إلى التقدم من أحياء الثورة واليرموك ونابلس نحو أحياء الزراعي والنجار والرفاعي، بهدف التماس مع الضفة الغربية لنهر دجلة والحد من حرية انتقال مسلحي التنظيم بين الأحياء. وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان أن «سلاح الجو دمر موقعاً لعصابات داعش الإرهابية في حي التنك وقتلت عدداً من قياداته، وهم كل من يونس الجبوري الملقب أبو هاجر العربي مسؤول الأنغماسيين العرب، وعذاب محمود طه الملقب أبو محمد، مسؤول تجنيد مقاتلي أشبال الخلافة، وصباح المولى الملقب أبو أوس العراقي، مسؤول التفخيخ في ولاية نينوى». ويؤكد مسؤولون عراقيون وأميركيون أن زعيم «التنظيم» أبو بكر البغدادي غير موجود في الموصل بخلاف توقعات سابقة، وأنه ربما فر في وقت سابق إلى مناطق بعيدة من محاور الاشتباك، وتشير بعض المصادر إلى أنه يتنقل في المناطق الصحراوية بين منطقتي البعاج وبيلج. يأتي ذلك في وقت أجرى وفد أميركي ضم الجنرال دانفورد وكوشنر ومسؤولين آخرين، محادثات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع محمود الحيالي، وناقش معهما الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، وشدد على إقامة «شراكة طويلة المدى بين الجانبين في مرحلة ما بعد داعش»، على ما أفاد بيان حكومي.