أكدت قوات الشرطة الاتحادية «سد ثغرات استغلها داعش» لعرقلة تقدمها في اتجاه المدينة القديمة في عمق الجانب الأيمن للموصل، فيما أعلن الجيش سيطرته الكاملة على منطقة بادوش من الجهة الشمالية الغربية وتدمير مركز قيادة للتنظيم، واستعادة أكثر من 70 في المئة من الموصل. وتوقف تقدم قوات الشرطة الاتحادية في المدينة منذ أربعة أيام وهي على بعد بضعة مئات من الأمتار من جامع النوري الكبير الذي أعلن زعيم التنظيم عبره الموصل «عاصمة لدولة الخلافة» وكذلك منارة الحدباء الأثرية الشهيرة، وتحاول التقدم باتجاه باب الطوب ومنطقة الكراج وباب الأبيض وباب الجديد لكنها تواجه مقاومة عنيفة من التنظيم، وتتقدم من الجهة الغربية قوات جهاز مكافحة الإرهاب بعد سيطرتها على شقق نابلس وحي الرسالة لتحقيق التماس مع حي اليابسات ووادي العين الجنوبي واليرموك وشقق اليرموك، ومن الجهة الشمالية الغربية تحاول الفرقة التاسعة وفصائل من «الحشد الشعبي» تأمين منطقة بادوش ومحيطها. وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت في بيان: «تم أحكام السيطرة على المنافذ والممرات التي يتسلل من خلالها عناصر داعش وآلياته المفخخة باتجاه قطعاتنا المتمركزة في المدينة القديمة»، وأضاف أن «التنظيم يلجأ إلى قصف المناطق المحررة المأهولة بالسكان بهدف إشغال قطعاتنا التي تتسبب بسقوط عشرات الجرحى ما يدعو مفارزنا إلى الإسراع لإنقاذهم». وأكد الفريق الركن عبدالغني الأسدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب، أن قواته «اقتحمت أمس أحياء: رجم حديد، ووادي العيون الجنوبية واليابسات والصناعي والمطاحن، وحققنا مكاسب ونحتاج إلى بضع ساعات لتحرير شقق اليرموك». وأعلن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي «إدخال طائرات مسيرة محلية الصنع الخدمة لضرب مواقع داعش»، وأوضح أن «المئات من عناصر التنظيم قتلوا، واغلب الانتحاريين والإرهابيين الذين تمت تصفيتهم من الأجانب الذين لم يتمكنوا من الهروب». وقال فارون من مناطق القتال ونشطاء مدنيين إن «الضحايا في صفوف المدنيين المحاصرين في تزايد مع اشتداد المواجهات، وهناك قتلى وجرحى بقذائف الهاون في الموصل الجديدة وحي الرفاق ومنطقة الغزلاني». وذكرت وسائل إعلام محلية أن «ستة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا وأصيب 15 آخرون إثر سقوط قذائف» في الحي المذكور. وأعلنت الشرطة «قتل وإصابة 20 مدنياً في قصف بالهاون في منطقتي الجوسق والدندان». وأوضحت خلية «الإعلام الحربي» أمس أن «الطائرات العراقية دمرت المقر العسكري لشرطة داعش في منطقة البعاج، غرب الموصل، فضلاً عن استهداف الإرهابيين وقتل 14 منهم وتدمير 6 عجلات مفخخة بينها صهريجان ومعالجة وكرين مفخخين في منطقتي رأس سنجار و17 تموز في الساحل الأيمن». وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان بأن «مسؤول كتيبة المدفعية في داعش المدعو حسن محمود الفرحات العفري قتل ومعه زوجته الطبيبة إيمان الطوخي المسؤولة الأمنية في المستشفيات ما يسمى بولاية نينوى، وهي تحمل الجنسية الفرنسية، بضربة جوية للتحالف الدولي استهدفت سيارة كانت تقلهما قرب جامع عمر بن الخطاب في حي التنك». وأكدت وزارة الدفاع في بيان أن «الفرقة المدرعة التاسعة بالتنسيق مع فرقتي العباس القتالية والإمام علي سيطرت على مركز القيادة لداعش الإرهابي في منطقة بادوش بعد تحريرها بالكامل، بعد أن تم قتل جميع الإرهابيين والذين تجاوز عددهم 40 إرهابياً من جنسيات مختلفة، وقتل أحد قادتهم المدعو أبو عبد الرحمن وآخرين، وتم الاستيلاء على أعتدة وصواريخ محلية الصنع ومركز للاتصالات واكتشاف سلسلة أنفاق تستخدم للتنقل من مكان لآخر، حيث أثمرت هذه العملية العسكرية عن تحرير ناحية بادوش بالكامل وإدامة التماس مع تشكيلات الفرقة السادسة عشر عبر النهر في الساحل الأيسر». إلى ذلك، قال وزير الدفاع عرفان الحيالي في واشنطن، إن بغداد «انتصرت في حربها على الإرهاب وداعش انتهى»، وبيَّن أن «ما تبقى من مناطق تحت سيطرة التنظيم ستتم استعادته بالكامل في وقت قريب، ولم يعد بإمكانه احتلال حتى بناية صغيرة، لكن نحذر من نشاطه بواسطة الخلايا النائمة بعد استعادة المدينة». وفي إقرار بصعوبة معركة الموصل، صنف قائد سلاح البر الأميركي مارك ميلي خلال مؤتمر حول «حروب المستقبل» في واشنطن «مدن الموصل والفلوجة وحلب نماذج حية لحروب المستقبل، ونشهد على الأرجح تغيراً جوهرياً في الميادين التي ستجري فيها الحروب، إذ إن ساحات القتال ستنتقل من المناطق المكشوفة إلى المكتظة بالسكان»، وزاد «علينا التفكير استناداً إلى ذلك في أحجام وأوزان الدبابات، وأطوال مراوح الحوامات وأبعاد العربات، وغيرها من معدات عسكرية تستخدم في قتال الشوارع، كما يتعين على الجيوش تنظيم نفسها بشكل مختلف، وربما توزيع أفرادها على مجموعات أصغر سهلة الحركة تكون قادرة على العمل وفقاً لشبكة مترابطة».