أعلنت سيول أن بيونغيانغ أطلقت أمس صاروخاً باليستياً سقط في البحر قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية. يأتي ذلك عشية لقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ في الولاياتالمتحدة، اليوم وغداً، يُرجّح أن يناقش سبل ممارسة مزيد من الضغوط على الدولة الستالينية، للحدّ من تطوير برنامجَيها، النووي والصاروخي. لكن ناطقة باسم الخارجية الصينية استبعدت أي صلة بين التجربة الصاروخية ولقاء شي جينبينغ – ترامب، مشيرة الى أن بكين تحضّ جميع الأطراف على ضبط النفس والإحجام عن تصعيد الموقف. وأعلنت رئاسة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أن الصاروخ حلّق 60 كيلومتراً تقريباً من موقع الإطلاق في مدينة سينبو على ساحل كوريا الشمالية، والتي تستضيف قاعدة غواصات. وقال مسؤول كوري جنوبي إن الصاروخ أُطلِق من زاوية مرتفعة ووصل إلى ارتفاع 189 كيلومتراً، مرجّحاً أن يكون إطلاقه «أخذ في الاعتبار القمة الأميركية – الصينية، فيما استهدف في الوقت ذاته التثبّت من القدرات الصاروخية» لبيونغيانغ. ويحظّر مجلس الأمن على كوريا الشمالية إطلاق صواريخ، مستخدمةً تكنولوجيا باليستية. لكن الدولة الستالينية تعتبر أن الحظر ينتهك حقوقها السيادية في الدفاع عن النفس، والسعي الى اسكتشاف الفضاء. ورأت الخارجية الكورية الجنوبية في خطوة بيونغيانغ «تحدياً صريحاً لقرارات لمجلس الأمن، وعملاً يهدد أمن المجتمع الدولي وسلامته، وكذلك شبه الجزيرة الكورية». ودعت إلى اجتماع لمجلس الأمن، متعهدةً رداً قوياً في حال وقوع مزيد من الاستفزازات الكورية الشمالية. ورجّح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن تنفّذ بيونغيانغ عملاً استفزازياً آخر، مشيراً الى أن بلاده ستتعاون عن كثب مع الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، لحماية أرواح مواطنيها وسلامتهم. واعتبر الناطق باسم الحكومة اليابانية ان الاختبار «يثير مشكلات بالغة»، مضيفاً أن طوكيو قدّمت احتجاجاً قوياً في هذا الصدد. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون: «تحدثت الولاياتالمتحدة بما يكفي عن كوريا الشمالية. ليست لدينا تعليقات أخرى». ووصف مسؤول بارز في البيت الأبيض لقاء ترامب – شي جينبينغ بأنه «اختبار للعلاقات» الأميركية – الصينية، مضيفاً: «نودّ العمل معاً في شأن كوريا الشمالية». ونبّه الى أن الوضع بات أكثر إلحاحاً، وزاد: «الوقت ينفد بسرعة بالغة، وكل الخيارات متاحة بالنسبة إلينا». ولا يعتزم ترامب الاستجابة لضغوط تمارسها بكين على واشنطن، لسحب منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ من كوريا الجنوبية، والتي ترى الصين أنها تزعزع الاستقرار في المنطقة. وكان ترامب أشار، في حديث إلى صحيفة «فايننشال تايمز»، إلى إمكان استخدام التجارة أداة ضغط على الصين، لتتعاون في هذا الصدد. وأضاف أن الولاياتالمتحدة مستعدة للتعامل بمفردها مع أي تهديد تشكّله كوريا الشمالية، إذا تطلّب الأمر.