خفّف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بكين أمس، تصريحاته في شأن كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدةوالصين ستعملان معاً لكي تسلك الدولة الستالينية «مساراً مختلفاً». وقال بعد لقائه وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين وواشنطن تريان أن الجهود المبذولة طيلة عقدين، لم تنجح في الحدّ من تهديد تشكله برامج التسلّح النووي لبيونغيانغ، وزاد: «نتبنّى رأياً مشتركاً وشعوراً بأن التوتر في شبه الجزيرة مرتفع جداً الآن، وبأن الأمور بلغت مستوى خطراً إلى حد ما، والتزمنا بذل كل ما في وسعنا لمنع وقوع أي نوع من النزاع». وأضاف أنه ووانغ اتفقا على العمل معاً لإقناع كوريا الشمالية ب «تصحيح مسارها والامتناع عن تطوير أسلحتها النووية». ووصف وانغ محادثاته مع تيلرسون ب «صريحة وبراغماتية ومثمرة»، مضيفاً أن قرارات مجلس الأمن في شأن كوريا الشمالية تفرض عقوبات وتدعو إلى بذل جهود لاستئناف جهود التوصل إلى تسوية عبر التفاوض. وتابع: «بصرف النظر عمّا يحدث، علينا أن نبقى ملتزمين الوسائل الديبلوماسية، للسعي إلى تسوية سلمية». وزاد أنه وتيلرسون «يأملان بالعثور على سبل لاستئناف المحادثات» السداسية لتفكيك البرنامج النووي لبيونغيانغ، مضيفاً: «لا أحد منا مستعد للتخلّي عن الأمل في السلام». وكرّر وانغ دعوة بكين إلى حوار بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، ورأى في زيارة تيلرسون خطوة مهمة نحو لقاء بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب، يُرجّح عقده الشهر المقبل. والتقى تيلرسون أيضاً يانغ جيتشي، مستشار السياسة الخارجية الصيني، على أن يجتمع اليوم مع شي جينبينغ. وشدد على الحاجة إلى علاقة مع الصين «موجّهة نحو تحقيق نتائج». وكان تيلرسون أعلن في سيول بعد زيارته المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، نهاية سياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما القائمة على «صبر استراتيجي» تجاه البرنامجين النووي والصاروخي لبيونغانغ. وأضاف: «نبحث في مجموعة جديدة من الإجراءات الأمنية والديبلوماسية، وكل الاحتمالات مطروحة على الطاولة». وتابع: «لا نريد أن تتحوّل الأمور إلى صراع عسكري. إذا صعّد (الكوريون الشماليون) تهديد برنامج أسلحتهم، إلى مستوى نعتقد بأنه يستدعي تحرّكاً، فذلك الخيار مطروح على الطاولة». ولوّح بشنّ هجوم وقائي على بيونغيانغ، علماً أن بكين تعارض نشر نظام دفاع صاروخي أميركي متطور في كوريا الجنوبية. أما ترامب فاعتبر أن كوريا الشمالية «تتصرّف بطريقة سيئة جداً»، متهماً الصين بأنها لا تفعل شيئاً لتسوية الأزمة مع حليفتها.