واشنطن - «نشرة واشنطن» - عندما خصصت شركة «أكتاسل» الناشئة في تكساس نحو 6 ملايين دولار، لدعم الجهود الرامية إلى اختراق محتمل في تكنولوجيا بطاريات «أيون الليثيوم»، شكل ذلك انتصاراً مبكراً لأستاذ الهندسة ورائد الأعمال الذي أطلق الشركة الجديدة قبل 18 شهراً. وكان ذلك الدعم جزءاً فقط من مئات الملايين من رأس المال الضروري، كي تسوق «أكتاسل» الأفكار التي نشأت في مختبر في جامعة تكساس في أوستن. لكن القائمة اللافتة للأنظار من المستثمرين الأوائل تضمنت مبادرة RechargeIT لشركة «غوغل»، التي تراهن على «أكتاسل» كجزء من جهود أوسع لتسريع اعتماد السيارات الكهربائية الممكن وصلها بشبكة الكهرباء. لقد برزت مدينة أوستن (ولاية تكساس) حيث تتواجد «أكتاسل» كمركز رئيسي لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، مع 60 شركة تتغذى من الشراكات بين الجامعات، والحكومة، ورواد الأعمال. وارتفعت آمال هؤلاء بسبب سياسة الاستثمارات الفيديرالية للرئيس باراك أوباما في المصادر النظيفة والمتجددة للطاقة. واحتلت أوستن المرتبة الأولى في الولاياتالمتحدة بالنسبة لتجمعات «التكنولوجيا النظيفة» بحسب شركة «ساستين لين» للإنترنت وهي مؤسسة إعلامية أيضاً، تليها مدن سان خوسيه، وبيركلي وباسادينا، وجميعها في كاليفورنيا، ثم مدينة بوسطن. هذه التجمعات، أو الحاضنات، تعتمد على كليات إدارة الأعمال والهندسة للحصول على الخبرة، وتجمع بدورها، بين رواد الأعمال والمستثمرين. استخدمت «أكتاسل» خدمات حاضنة الطاقة النظيفة الموجودة داخل حاضنة أوستن للتكنولوجيا في جامعة تكساس، والتي كانت تقدم التوجيه والدعم في البنية التحتية للشركات الناشئة منذ 1989. وأوضح رئيسها بيل أوتّ، «انها في الأساس مجموعة دعم. كانت جزءاً من الفريق الذي يساعد في مراجعة الفرص... ووضع عروض التمويل معها». التقى أوت بأستاذ الهندسة آروموغان مانثيرام من خلال مكتب الترخيص والتسويق في جامعة تكساس، حين كان مختبر مانثيرام يسعى إلى تحقيق اختراق في مجال بطاريات أيون الليثيوم، وهي البطاريات التي تغذي الكاميرات وهواتف البلاكبيري بالطاقة، وربما قد تغذي سيارات الغد الكهربائية. أسسّا شركة «أكتاسل» معاً. أما بالنسبة لحقوق الترخيص ولخدمات الحاضنة، فقد حصلت جامعة تكساس على جزء صغير من الأسهم في مشروعهما هذا. لقد سبق للمهندس الكهربائي أوتّ أن عرف النجاح عندما كان نائباً لرئيس شركة «أكتيف باور» للتكنولوجيا النظيفة في أوستن، التي تصنع أنظمة لتخزين الطاقة الدورانية، وقد وصفت بأنها أكثر إمدادات الطاقة غير المنقطعة كفاءة. لقد غادر أوت الشركة هذه ليصبح رأسمالي مغامر ولانتهاز الفرص الأخرى. ووجد ذلك المشروع مع مانثيرام. دخلت «أكتاسل» في سباق مع الشركات الأميركية والعالمية لبناء بطاريات أخف وزناً وأطول عمراً. وقال أوت إن بناء شركة للطاقة النظيفة «يتطلب المزيد من الأموال والمزيد من الوقت والمزيد من الصبر»، مما يتطلبه إطلاق شركة برمجيات الكومبيوتر. بدوره قال مدير حاضنة الطاقة النظيفة ريد بِنِت، إن الجدل يدور حول ما إذا كان نموذج رأس المال الاستثماري سيفيد شركات الطاقة النظيفة، كما فعل بالنسبة لشركات التكنولوجيا العالية والتكنولوجيا البيولوجية. مشيراً إلى «أن تاريخ الطاقة له نطاق واسع، وكلفة ثابتة عالية... وهناك لاعبون كبار كثيرون في هذا الحيز الشديد التنظيم». أما مدير برامج تطوير المشاريع للمختبر القومي للطاقة المتجددة في غولدن، بولاية كولورادو لورنس إم. مورفي، فقد رأى أن أمام رواد الأعمال في الطاقة المتجددة طريقاً عسيرة عليهم قطعها. وأضاف: «مع البرمجيات، يمكنك بمليون أو بمليون ونصف المليون دولار، ربما الانتقال من الفكرة إلى السوق خلال 18 إلى 24 شهراً». ومع تكنولوجيات الأجهزة الجديدة التي تشكل عادة جزءاً لا يتجزأ من الشركات الفتية للطاقة النظيفة، «ربما استغرق الأمر خمس سنوات من البحوث والتطوير في مكان مثل المختبر القومي للطاقة المتجددة، أو إحدى الجامعات، وبعدها ما زال عليك الانتظار ثلاث إلى أربع سنوات للتصنيع والدخول إلى السوق». على رغم ذلك، لدى الطاقة النظيفة «أكبر إمكانية للحصول على التمويل في هذه الأوقات العصيبة لأنه قطاع ساخن، كما قالت ميليندا ريشتر، التي تدير تجمع الأعمال البيئية، ومركز سان خوسيه البيولوجي التابع لوكالة إعادة تطوير سان خوسيه، ومؤسسة بحوث جامعة الولاية بسان خوسيه. وقد احتلت شركة «غرين فولتس»، للطاقة الشمسية تّم احتضانها هناك، رأس قائمة الشركات الأميركية الجديدة لعام 2008 في مجلة «بزنس ويك». وقالت ريختر إن «المدينة تمارس ما تبشر به». وأضافت: «إنها تترك الشركات تجرب أشياء جديدة مثل أضواء الشوارع هنا. هذا شيء مثير جداً بالنسبة لشركة ما زالت في بدايتها». وتنظم تجمعات الأعمال البيئية دورات لرواد الأعمال لممارسة دفاعهم عن اختراعاتهم، وللتأكد من أنهم جاهزون للتعرف الى ممولي المشاريع». وتتشارك هذه التجمعات مع مكاتب المحاماة وشركات الموارد البشرية التي تؤمن الخدمات في موقع العمل. وقالت ريختر: «إننا نحاول أن نكون أشبه بشركة كبرى وأن نمنحهم المزايا نفسها». لقد تعاونت «أكتاسل» مؤخراً مع أكثر من 10 شركات أميركية أخرى لتشكيل التحالف القومي لصناعة خلايا بطاريات النقل المتطورة لأجل بناء مصنع مشترك حديث جداً. ويتطلع التحالف إلى الحكومة الفيديرالية للحصول على القسم الأكبر من استثمار البليون دولار المطلوب. يقول التحالف إن دعم واشنطن ضروري للتمكن من منافسة المُصنعين الذين يتلقون مساعدات مالية حكومية كبيرة في الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية وأماكن أخرى.