عُقد في العاصمة الأميركية أمس لقاء جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ركز على التنسيق بين البلدين في جهود إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك غداة لقاء السيسي أول من أمس مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يلتقي اليوم (الأربعاء) العاهل الأردني. وواصل السيسي أمس لقاءاته في واشنطن مع المسؤولين الأميركيين، وكان متوقعاً أن يلتقي مساء أمس مستشار الأمن القومي الأميركي هريبيرت ريموند ماكماستر، ووزير الخارجية ريكس تليرسون، قبل أن يتوجه إلى الكونغرس، حيث عقد لقاءات عدة، أبرزها مع رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، ورئيس لجنة الاستخبارات ديفيد نونز وأعضاء اللجنة، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إيد رويس، كما التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور بوب كوركر، وزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونال. وتميز لقاء السيسي وترامب أول من أمس ب «الإيجابية والدفء» في العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة. ووجه السيسي حديثه إلى ترامب، في كلمته التي استبقت محادثات الجانبين، في البيت الأبيض، مؤكداً أنه ومصر «داعمان وبشدة كل الجهود التي ستبذل من أجل إيجاد حل لقضية القرن (القضية الفلسطينية) في صفقة القرن، وأنا متأكد أن الرئيس (ترامب) سيتمكن من إنجازها». وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن السيسي أكد خلال لقائه ترامب أول من أمس، «أهمية التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن تحقيق ذلك «من شأنه توفير واقع جديد في المنطقة، بما يساهم في استقرار الشرق الأوسط». وأكد «أهمية الدور الأميركي في إحياء عملية السلام، واستعداد مصر للعمل مع الإدارة الأميركية لبلورة أفكار إحياء عملية السلام والتواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي». وأضاف أن محادثات القمة بين الرئيسيْن المصري والأميركي شهدت بحث كل القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها جهود الدولتين في مكافحة الإرهاب، حيث عرض السيسي جهود بلاده للتصدي لهذا الخطر على جميع المستويات، العسكرية والأمنية والدينية والفكرية، داعياً إلى «تكاتف جهود المجتمع الدولي والقوى الدولية في مواجهة المنظمات الإرهابية من خلال تطبيق استراتيجية شاملة تتضمن وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين، فضلاً عن الأبعاد المتعلقة بمحاربة الفكر المتطرف من ناحية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من ناحية أخرى». ونقل الناطق الرئاسي المصري عن الرئيس الأميركي، تأكيده «التزام الولاياتالمتحدة الكامل تجاه أمن مصر واستقراره ورخائه، ومساندتها لجهودها في دفع مسيرة التنمية ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي». وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء كذلك بحث الأزمات القائمة في المنطقة وسبل تسويتها، حيث نبه السيسي إلى أن الوضع في المنطقة «يتطلب إدراكاً عميقاً لحقيقة أن ضعف الدولة الوطنية لا يصب إلا في مصلحة انتشار الإرهاب وتمدد نفوذه»، مطالباً ب «بذل أقصى الجهد لإنهاء المعاناة الإنسانية لشعوب المنطقة»، قبل أن يعرض رؤية مصر لعناصر التسوية السياسية للأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط، التي تستند إلى «الحفاظ على وحدة تلك الدول، ودعم مؤسساتها الوطنية، وإعلاء الحل السياسي القائم على القواسم المشتركة بين الأطياف المجتمعية المختلفة». وأردف أن الرئيسيْن اتفقا على «تفعيل آلية الحوار الاستراتيجي بين البلدين بهدف تعزيز التفاهم المشترك وتطوير التعاون في كل المجالات»، كما وجه السيسي الدعوة إلى الرئيس ترامب لزيارة مصر الذي رحب بالدعوة ووعد بتلبيتها. وكان الملف الاقتصادي حاضراً في نشاط السيسي أول من أمس، إذ قام بزيارة مقر غرفة التجارة الأميركية، وعقد لقاءات مع رئيس الغرفة توماس دونيهو، ورئيس مجلس الأعمال المصري - الأميركي جون كريسمان، إضافة إلى رؤساء 12 من كبرى الشركات الأميركية ومديريها، مؤكداً حرصه على الالتقاء في شكل دوري مع أعضاء الغرفة لأهمية التواصل المباشر مع ممثلي القطاع الخاص الأميركي وإطلاعهم من قرب على التطورات الجارية في مصر، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. ونوه السيسي بالمحادثات المثمرة التي أجراها مع ترامب، والتي «تعد بمثابة نقطة انطلاق جديدة في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولاياتالمتحدة، وما سيتيحه ذلك من تحقيق المزيد من التعاون والعمل المشترك بين البلدين»، وأكد السيسي تطلع مصر لتعزيزها العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الفترة المقبلة. وذكر بيان رئاسي مصري أن السيسي عرض خلال اللقاء التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادي، قبل أن يتطرق إلى حزمة المشاريع الجاري تنفيذها، وعلى رأسها مشروع تنمية الممر الملاحي لقناة السويس، داعياً إلى «زيادة حجم الاستثمارات الأميركية في مصر، والتي وصلت حتى عام 2015 إلى 21.3 بليون دولار، بما يُمثل 33 في المئة من الاستثمارات الأميركية في أفريقيا». من جهة أخرى، بدأ أمس وفد خبراء من إدارة النقل الأميركي متابعة تطبيق قرار منع اصطحاب الأجهزة اللوحية على الطائرات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة، من مصر. وأجرى الوفد تفتيشاً على إجراءات الأمن المتبعة لتأمين ركاب وحقائب وبضائع رحلات شركة «مصر للطيران» المتجهة إلى أميركا. وتستمر عملية التدقيق 3 أيام.