تُعقد في واشنطن اليوم القمة المرتقبة بين الرئيسيْن عبدالفتاح السيسي ودونالد ترامب، وتركز على بحث التعاون الأمني والاقتصادي وملف السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما اعتبر الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن العلاقات بين القاهرةوواشنطن «عنصر رئيس في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة». وكان السيسي وصل إلى قاعدة أندرو العسكرية في واشنطن مساء أول من أمس، فيما هيمن الملف الاقتصادي على نشاطه في أول أيام الزيارة التي تستمر حتى الخميس المقبل، إذ التقى أمس رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم قبل أن يعقد لقاءً مع ممثلي الجالية المصرية. واعتبر الناطق باسم الرئاسة المصرية أن الزيارة الأولى للسيسي لواشنطن تأتي في إطار «روابط الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين على مدى عقود طويلة». ورأى أن العلاقات بين البلدين «دائماً ما كانت عنصراً رئيساً في إرساء دعائم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات الماضية»، موضحاً أن الزيارة تهدف إلى «بدء التنسيق والتشاور مع الإدارة الأميركية الجديدة وإطلاعها على أهم التطورات السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر، بالإضافة إلى تبادل الرؤى في القضايا الإقليمية وأهم التطورات التي تشهدها النزاعات في الشرق الأوسط». وأضاف أنه إلى جانب لقاءات السيسي مع الإدارة الأميركية، ستكون هناك لقاءات على مستوى الكونغرس ورؤساء اللجان المختلفة واعضائها في مجلسيْ الشيوخ والنواب، ولقاءات مع مجتمع الأعمال الأميركي وأعضاء غرفة التجارة وأهم الشركات التي تعمل في مصر أو ترغب في الدخول إلى السوق المصرية. وشدد على أن زيارة الرئيس المصري «تكتسب أهمية كبيرة لأنها تأتي في وقت تتزايد فيه التحديات في الشرق الأوسط، وهناك تحديات مشتركة تواجهها مصر مع الولاياتالمتحدة، وعلى رأسها تحدي الإرهاب، إذ ستكون الزيارة فرصة لإطلاع الجانب الأميركي على مواقف الجانب المصري ورؤية مصر لسبل حل هذه المشكلة التي أصبحت آفة يجب العمل على القضاء عليها، من خلال جهد دولي واستراتيجية شاملة، لا تقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما تغطي أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية». وأكد أن القضية الفلسطينية «ستظل القضية الرئيسة لمصر وتحتل مرتبة متقدمة في السياسة الخارجية المصرية، ومصر لم تألُ أي جهد على مدى سنوات طويلة من أجل العمل على التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، تقوم على قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967». وعما يثار في شأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، قال السفير يوسف إن السيسي «سيطلع الجانب الأميركي على موقف مصر ورؤيتها لكل جوانب المسألة»، مشيراً إلى أن القضايا الإقليمية «تمثل عنصراً رئيساً في محادثات السيسي في الولاياتالمتحدة لإطلاع المسؤولين الأميركيين على موقف مصر الداعم للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في المنطقة باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء العنف ووقف إراقة الدماء، فضلاً عن التأكيد على موقف مصر بضرورة اعتبار كل التنظيمات المتطرفة في المنطقة وجهاً واحداً بمسميات مختلفة». أكد وزير الخارجية سامح شكري أن العلاقات المصرية – الأميركية «متشعبة وعميقة على مدى عقود طويلة»، مشيراً إلى أن السيسي سيركز خلال زيارته على الجانب الاقتصادي «حتى تنطلق مصر نحو وضع أفضل يحقق طموحات الشعب المصري». وأوضح أن السيسي سيلتقي قطاعاً عريضاً من متخذي القرار في الإدارة ومراكز الأبحاث، وفي الوقت ذاته سيكون هناك تواصل مع كبرى الشركات الأميركية، وسيلقي كلمة أمام غرفة التجارة الأميركية. ولفت شكري إلى أن الولاياتالمتحدة «تملك قدرة اقتصادية ضخمة يمكن أن تسهم في دعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة الاستثمارات المباشرة، وإتاحة الفرصة أمام مصر للتفاعل مع المؤسسات الائتمانية الدولية».