غيّب الموت الكاتب والشاعر السعودي ثامر الميمان الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة يوم أمس، بعد أن تعرض لجلطة في الدماغ منذ عشرة أيام وصلي عليه العصر بالحرم المكي ثم ووري جثمانه الثرى في مقابر المعلاة. وفور بلوغ الخبر وانتشاره في الأوساط، تبادل الصحافيون وكتاب الرأي وعامة الناس العزاء في وفاة أبرز الأقلام المشغولة بهموم المواطن وكان حاداً في مواجهة أمراض المجتمع البيروقراطية وتواضع أداء بعض الإدارات الحكومية، وهو الأمر الذي جعل قلمه يكتسب شعبية عالية ونزاهة مشهودة، فضلاً عن لغته السهلة والشاعرية التي أكسبته قوة في الوصول إلى فؤاد متابعيه قبل عقولهم. ولد الميمان في مدينة الطائف عام 1951، وتلقى تعليمه العام بها ثم حصل على البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1978م. بدأ حياته العملية باحثاً في مكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث في جدة، ثم مديراً لتحرير صحيفة المدينة، ثم مديراً لشركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة والتسويق في المنطقة الشرقية، وكذلك عمل مديراً للتنسيق الإعلامي في العلاقات العامة في الخطوط السعودية. وكان الراحل يكتب طوال مشواره عبر العمود الصحافي الشهير «رزقي على الله» في صحيفة البلاد ثم أكثر من صحيفة محلية، واحتفظ بموقع ضمن قائمة أميز كتاب الوطن وألصقهم بقضايا مجتمعه وتلمساً لهمومه اليومية، وكان رحمه الله قبل ذلك يكتب مقالات شبه يومية في صحيفة المدينة أثناء وبعد دراسته الجامعية، الأمر الذي أكسبه مهارة عالية وخبرة كافية قبل أن يتفرغ للعمل الصحافي ثم مديراً للتحرير. كما صدرت مجموعة مقالات عموده الشهير في كتاب حمل العنوان نفسه عن دار المرسى للنشر والتوزيع في رمضان 1421ه، وصدر له كتاب بعنوان «شخصيات من ذاكرة الوطن» عام 1424ه. وكان في كثير من أحاديثه التلفزيونية ينحاز إلى المواطن وهمومه البسيطة، وقد لقب بالغيور على الناس ونصير «الغلابى» والقريب إلى قلوبهم، وكان كثيراً ما كان يحمل تحدياتهم وصعوبات حياتهم على عاتق كلماته ومقالاته وأحاديثه الفضائية.