بدأت أمس في العاصمة التونسية أعمال المؤتمر ال34 لقادة الشرطة والأمن العرب بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين في الدول العربية، ومن بينها المملكة، والتي يترأس وفدها مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني، إلى جانب ممثلين عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول). ويدرس المؤتمر على مدى يومين مشروع خطة وطنية استرشادية للسياسة الجنائية والتصدي للجريمة وسبل مكافحة الجريمة المعلوماتية والاتجار بالبشر وحماية حقوق الإنسان خلال تطبيق الأحكام الجزائية، ودعم النشاطات الطوعية المساندة لعمل الأجهزة الأمنية ودوره في مكافحة الجريمة، إلى جانب تقارير حول توصيات رؤساء القطاعات الأمنية واجتماعات اللجان المنعقدة في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2010 وأعمال الاتحاد الرياضي العربي للشرطة لهذا العام. وأكد وزير داخلية تونس رفيق بلحاج قاسم في الكلمة الافتتاحية، أهمية المؤتمر على صعيد تدعيم الأمن العربي المشترك والارتقاء بالأداء الأمني في مواجهة الجريمة بجميع أشكالها في ضوء الانعكاسات التي تفرضها العولمة. وأثنى على جهود الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لدورهما في دعم مقومات الأمن العربي، وتطرق إلى الاهتمام العربي بالحفاظ على حقوق الإنسان وعلاقتها بمتطلبات العمل الأمني، وكذلك موضوع دعم النشاطات الطوعية المساندة لعمل الأجهزة الأمنية بما يرسخ مفهوم المسؤولية الجماعية تجاه الأمن. وتقدم الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في مستهل كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، بالشكر والعرفان للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز ولوزراء الداخلية العرب لدعمهم غير المحدود لمسيرة الأمن العربي المشترك. وتحدث عن الدور المهم الذي تضطلع به الأجهزة الأمنية في توفير الأمن والاستقرار في المجتمعات ومواجهة الجريمة وفي مقدمها الإرهاب، مؤكداً أن الحاجة أصبحت ماسة لعقد اتفاق دولي لمكافحة الإرهاب في نطاق الأممالمتحدة. وأشار في المقابل إلى نجاح الدول العربية قبل ما يزيد على عشر سنوات في وضع اتفاق لمكافحة الإرهاب أثبتت فعاليتها وجدارتها في تعزيز التعاون العربي على هذا الصعيد واستفادت من بنودها أكثر من منظمة إقليمية. من جهته، أعرب رئيس المؤتمر مدير الأمن العام الأردني اللواء الركن حسين هزاع المجالي في كلمته، عن تمنياته بالصحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشكر الأمير نايف بن عبدالعزيز لدعمه المستمر للعمل الأمني العربي المشترك. وأكد أهمية المؤتمر الرابع والثلاثين لقادة الشرطة والأمن العرب والقضايا المطروحة أمامهم على صعيد الارتقاء بالأداء الأمني العربي في مواجهة الجريمة وتطور أساليبها. وستتم إحالة التوصيات التي يتوصل إليها المؤتمر إلى الأمانة العامة، تمهيداً لرفعها إلى الدورة المقبلة لمجلس وزراء الداخلية العرب المقرر عقدها في آذار (مارس) المقبل للنظر في اعتمادها.