أكدت بسمة قضماني العضو البارز في وفد المعارضة السورية الرئيسة «أن احتمالات إحراز تقدم بعد أسبوع من محادثات السلام في جنيف ضعيفة للغاية»، فيما أوضح نصر الحريري أنهم مازالوا يبحثون عن طرف جاد للسلام، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم سيركز على الانتقال السياسي. إلى ذلك انقلب الموقف الروسي موجها هو ووفد النظام اتهامات للهيئة العليا للمفاوضات، بتقويض محادثات السلام، ورفضها التعاون مع منصتي القاهرةوموسكو، بعد يوم واحد فقط من اللقاء الذي جمع نائب وزير خارجيتها جينادي غاتيلوف؛ بوفد المعارضة. وأبدت المعارضة تعجبها من الموقف الروسي المتبدل؛ والمائل جهة حليفه الأسد، وقالت بخصوص إتهام وفد الأسد: «إن اتهامات النظام تثبت عدم جديته في المفاوضات». ورغم ذلك، أبدى الحريري تفاؤله بدور روسي ايجابي في دعم العملية السياسية، مؤكدا استمرارهم في المفاوضات بجدية.من جهتها، قالت قضماني على هامش المحادثات: «نحن مقتنعون بعدم وجود حل عسكري، نحن نسعى إلى حل سياسي». فيما جاء اتهام الخارجية الروسية بعد أن رفضت الهيئة العليا للمفاوضات الخميس، إجراء حوار كامل مع النظام السوري، وأبلغت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية مؤتمرا صحفيا في موسكو قائلة «لسوء الحظ نلاحظ بناء على نتائج الأيام القليلة الأولى أن المحادثات تثير مجددا الشكوك بشأن قدرة ممثلي المعارضة السورية على إبرام اتفاق». دور أمريكي إلى ذلك، قالت المعارضة في محادثات جنيف: إنها تنتظر دورا إيجابيا لحل الازمة السورية من ادارة الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، حسبما قال رئيس الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري. وقال الحريري في لقاء مع عدد من الصحفيين: هناك ملفان مشتركان مع ادارة ترامب هما: «محاربة الارهاب، وتحديد النفوذ الايراني». وحسب الحريري، فإن الكثير من الدول مستعدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري أو السياسي للمعارضة السورية « لكنها تنتظر الدور الأمريكي ». كما أعرب عن أمله في قيام شراكة فاعلة بين المعارضة السورية وادارة ترامب في ملف مكافحة الارهاب الذي سبق للرئيس الامريكي ان وضعه في سلم أولوياته. وأضاف : «حتى نستطيع ان نحقق إنجازات في هذين الملفين، أعتقد انه من المناسب للرئيس ترامب ان يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية تسهل عليه الانجاز». وتابع: « الآن الشعب السوري ينتظر دورا ايجابيا ويسعى لبناء علاقة شراكة لمعالجة كل الملفات العالقة مع الادارة الامريكية الجديدة لتصحيح اخطاء الادارة السابقة» التي وصف مواقفها ب«المخزية ». وتسلم ترامب نهاية الشهر الماضي توصيات وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم داعش الذي يحتل مساحات واسعة في سوريا. وعارض الرئيس السابق باراك أوباما اي تدخل أمريكي عسكري مباشر في سوريا، إلا ان هناك 500 مستشار عسكري أمريكي في سوريا، غالبيتهم يقدمون الدعم لقوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، تقاتل الإرهابيين. الأكراد والنظام وعلى صعيد ثان، قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة شمال سوريا الخميس: «إنها وافقت على تسليم قرى على خط التماس مع الجيش الحر المدعوم من تركيا للأسد بموجب اتفاق مع روسيا». من ناحيته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو: « إن بلاده قد أبلغت واشنطن بضرورة إخراج الأكراد من مدينة منبج بأسرع وقت ». وبيّن أن أنقرة تقوم بتحضيرات للقيام بضربات ضدها إن بقيت في منبج. من جهته، حذر الجيش الحر من أن تسليم « قسد» للقرى الحدودية مع تركيا للنظام سيهدد المنطقة الآمنة وحياة المدنيين، معلنا عن مواصلته القتال لاستعادة تلك المناطق. وتقع القرى غربي مدينة منبج، وكانت محورا لقتال دائر منذ الأربعاء، بين قوات المعارضة المدعومة من تركيا من ناحية ومجلس منبج العسكري المتحالف مع الولاياتالمتحدة من ناحية أخرى.