حالت الظروف المناخية التي شهدتها محافظة حفر الباطن مساء أول من أمس، دون وصول رحلة تابعة للخطوط الجوية السعودية، كانت متوجهة من مطار الملك خالد في الرياض إلى مطار القيصومة. وكان مقرراً وصولها في الثامنة مساءً، إلا أنها اضطرت إلى العودة مرة أخرى إلى الرياض، بعد تعذر هبوطها، بسبب الغبار وانعدام الرؤية، بعد أن قطعت الرحلة كاملة إلى مطار القيصومة. وتشهد حفر الباطن هذه الأيام تقلّبات جوية في الطقس، بين أمطار متوسطة وموجات غبار كثيفة ورياح شديدة أدت إلى اقتلاع أشجار. فيما أوضح المتحدث باسم «صحة حفر الباطن» عبدالعزيز العنزي أن «المستشفيات استقبلت يوم الأربعاء 120 حالة بسبب الغبار»، لافتاً إلى أنه تم «رفع درجة الاستعداد في جميع مستشفيات حفر الباطن، تحسباً للحالات الطارئة، بسبب موجة الغبار التي يُتوقع أن تستمر حتى منتصف رجب الجاري».بدوره، ذكر الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن «موسم «الكنة» دخل منذ يوم الأربعاء الماضي، والذي يشهد اختفاء نجوم الثريا عن الأنظار، بسبب دخولها في حمرة شعاع الشمس. ويُعدّ هذا من باب الاصطلاح، لأنها واقعياً لم تختف بعد، علاوة على أن اختفاءها يختلف من منطقة لأخرى».وذكر الزعاق، أن «الكنة» يعدّ من المواسم المهمة، فهي مرحلة فاصلة بين الحر الهازل والحر الجاد، وهي الفترة الزمانية التي تتمخض فيها السماء لولادة موسم الحر الفعلي، ويستمر هذا الموسم 40 يوماً. ويشمل موسم «الكنة» النصف الأخير من نظام السحب الصيفية، وعلى ذلك تكون بداية موسم «الكنة» امتداداً للسرايات الفعلية، والمسمّاة ب «أمطار الصيف»، أو «المراويح الغزيرة»». وأشار إلى أنها تكون «مسبوقة برياح هائجة وقوية مشوبة بقصف الرعد ووميض البرق، تتسبب عادة في جريان الأودية والشعاب بشكل لحظي وسريع، ويتأتى فيها كثير من الكوارث الناتجة من أمطارها وما يصاحبها من توابع كعصف ريح وجريان سيح». وأضاف: «تعد المملكة من البلاد الأعلى حرارة في العالم، بعد العراق والكويت وليبيا، بسبب وقوعها في مصب التسعير الذاتي. وبعد نهاية موسم «الكنة» يبدأ شمال الهند يُصدّر منخفضاً جوياً يسير عكس عقارب الساعة، ويمرّ بمحاذاة بحر قزوين وصحراء إيران الملحية، وإذا وصل إلى منطقتنا يضغط عليه جو البحر الأبيض المتوسط، فيرتد إلينا بشكل ريح شمالية غربية قادمة من الصحراء، مثيرة للغبار والأتربة، لأنها كانت معتدلة في منشئها، وكلما ارتفعت إلى الهضبة الإيرانية برّدت أكثر، لكنها في نزولها إلينا ترتفع درجة حرارتها مضاعفة بنظام ما يسمى ب «التسخين الذاتي»، ثم بعد ذلك إذا تسرب إلى البلاد المجاورة، مثل المملكة وبلاد الخليج، فإنها تتأقلم وتنخفض فيها درجة الحرارة نسبياً مع رطوبة منفرشة، وغبار متمدد على قارعة الرؤية، وخلاله تكون الأجواء مشحونة، ويتمثل ذلك بتفشي الغبار والرطوبة الكاتمة مع تطرف في درجات الحرارة. ما يجعل الحساسية تنتشر بجميع أنواعها، وهذا ما يفسر لنا انتشار فايروس «كورونا» خلال هذه الأوقات».